Page 194 - merit 46 oct 2022
P. 194

‫العـدد ‪46‬‬                              ‫‪192‬‬

                               ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬                        ‫حملت الولايات المتحدة على‬
                                                                 ‫منح الزنوج الحرية وحقوق‬
 ‫و»أوکوهاما» و»المشيجان»‬           ‫من صدور هذا القانون‪،‬‬
    ‫و»ديكونا الجنوبية» سنة‬          ‫عندما صدر قانون آخر‬                           ‫الانتخاب‪.‬‬
                                                                       ‫ولما تم تحرير الزنوج‬
  ‫‪ ،1918‬و»رود إيزلند» سنة‬             ‫ينسخ القانون المتقدم‬       ‫قامت النساء تطالب بحقوق‬
                    ‫‪.1920‬‬           ‫ويسلب النساء الحقوق‬             ‫الانتخاب‪ ،‬ولكن خيف أن‬
                                ‫التي اكتسبنها‪ ،‬إذ توقف في‬             ‫يعطل هذا تنفيذ تحرير‬
    ‫ويؤخذ من التقرير الذي‬      ‫توقيعه‪ ،‬وكان في صف المرأة‬        ‫الزنوج‪ ،‬فآثروا تضحية المرأة‬
  ‫قدمته السيدة «نيتي شلر»‬          ‫خو ًفا من عودة الاحتلال‬      ‫مؤقتًا‪ ،‬وكان ذلك منة ‪.1868‬‬
  ‫للمؤتمر الأمريكي بيلتيمور‬                                       ‫وأول ولاية انتهجت سبي ًل‬
‫في أبريل سنة ‪ 1922‬أن عدد‬                 ‫الذي ذاق مرارته!‬            ‫لتحرير المرأة هي ولاية‬
                                ‫وفي سنة ‪ 1889‬طلبت ولاية‬               ‫نيوجرسی‪ ،‬فقد فازت‬
    ‫النساء اللاتي تحررن في‬                                        ‫نساؤها بحق الانتخاب من‬
    ‫الولايات المتحدة بلغ لتلك‬     ‫«اليومنج» هذه إلى مؤتمر‬         ‫سنة ‪ 1790‬الي سنة ‪1808‬‬
‫السنة سبعة وعشرين مليو ًنا‬         ‫الاتحاد الأمريكي قبولها‬       ‫بفضل الإبهام الذي تضمنته‬
 ‫وخمسمائة ألف امرأة‪ ،‬أعني‬      ‫كولاية كبيرة‪ ،‬فوضع المؤتمر‬        ‫لائحة الانتخاب‪ ،‬إذ لم تفرق‬
‫ضعف سكان القطر المصري‪.‬‬             ‫شر ًطا لقبول طلبها وهو‬             ‫عند ذكر الناخبين بين‬
 ‫ولعل أكبر مساعد على توالي‬     ‫إلغاء حق المرأة في الانتخاب‪،‬‬         ‫ضميري المؤنث والمذكر‪.‬‬
   ‫هذه الانتصارات النسوية‬         ‫فآثرت تلك الولاية رفض‬           ‫ولكن ولاية «اليومنج» هي‬
 ‫الباهرة هو ما أظهرته المرأة‬   ‫شرط المؤتمر ولو أدى الأمر‬        ‫التي كان لها شرف التقدم في‬
‫من الكفاءة والنشاط في سبل‬          ‫إلي خروجها من الاتحاد‪،‬‬       ‫ميدان تحرير النساء کولاية‬
 ‫الإصلاح‪ ،‬وما كان لذلك من‬      ‫ولم تقف عند ذلك بل منحت‬                ‫دستورية بمنحهن حق‬
‫الأثر الطيب في الولايات التي‬       ‫المرأة ح ًّقا جدي ًدا هو حق‬    ‫الانتخاب على قاعدة دائمة‪،‬‬
                                 ‫الترشيح للانتخاب‪ .‬مضى‬             ‫وذلك بصدور قانون أول‬
        ‫لم تكن تحررت بعد‪.‬‬       ‫على ذلك الانتصار ربع قرن‬          ‫برلمان للولاية سنة ‪،1899‬‬
 ‫وإلى حضراتكم بعض وثائق‬           ‫تقريبًا دون تقدم يذكر في‬      ‫ولما تردد محافظ تلك الولاية‬
                                 ‫تحرير النساء أمريكا حتي‬             ‫في التوقيع على مشروع‬
  ‫رسمية من سجلات بعض‬              ‫سنة ‪ 1893‬فتحررت فيها‬              ‫ذلك القانون‪ ،‬احتل منزله‬
 ‫الولايات التي جربت تحرير‬          ‫نساء ولاية «الكلورادو»‪،‬‬       ‫سرب من السيدات بتشجيع‬
                                                                ‫المسز إستر موريس وهددنه‬
       ‫المرأة وعرفت نتائجه‪:‬‬          ‫وحذت حذوها ولايات‬             ‫بعزمهن على الاستمرار في‬
   ‫قرار حكومة اليومنج التي‬        ‫«أداهور» و»الأوتاه» سنة‬       ‫احتلاله حتى يوقع المشروع‪،‬‬
                                   ‫‪ ،1896‬وبعد هدنة أربعة‬        ‫فوقعه مرغ ًما تخل ًصا من ذل‬
      ‫سبق ذكرها والصادر‬          ‫عشر عا ًما أضيف إلى هذه‬        ‫الاحتلال‪ ..‬وهذا دليل على أن‬
   ‫بإجماع الآراء سنة ‪1893‬‬        ‫الانتصارات انتصار ولاية‬          ‫الاحتلال ثقيل على النفس‪..‬‬
‫«أن تمتع نساء ولاية اليومنج‬    ‫واشنطون سنة ‪ ،1910‬وتلها‬            ‫ولو كان المحتل من الجنس‬
                                   ‫انتصارات نسوية‪ ‬عديدة‬
     ‫بحق الانتخاب مدة ربع‬         ‫في ولاية‪ ‬كاليفورنيا‪ ،‬سنة‬                         ‫اللطيف!‬
   ‫قرن لم يعد بضرر ما‪ ،‬بل‬         ‫‪ ،1911‬وولايات «آريزونا»‬            ‫يؤيد ذلك ما قام به ذلك‬
   ‫عاد بفوائد جمة‪ .‬إذ ساعد‬         ‫و»كنزاس» و»أوريجون»‬             ‫المحافظ نفسه بعد سنتين‬
    ‫بطريقة واسعة على إبعاد‬
‫الجرائم والرذائل والفاقة من‬         ‫سنة ‪ ،1912‬و»ألاسكا»‬
‫تلك الولاية‪ ،‬وأوجد انتخابات‬          ‫سنة ‪ ،1913‬و»منتانا»‬
   ‫هادئة منظمة بدون التجاء‬         ‫و»نيفادا» سنة ‪ ،1914‬ثم‬
                                 ‫مدينة نيويورك سنة ‪1917‬‬
     ‫لأي تشريع جائر‪ ،‬وهيأ‬
 ‫للبلاد إدارة حكيمة رشيدة‪،‬‬

    ‫وحالة راقية من العمران‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199