Page 199 - merit 46 oct 2022
P. 199

‫‪197‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫مدام دوستال‬  ‫مي زيادة‬        ‫جان دارك‬                        ‫في مقدمة نساء العالم حرية‬
                                                                               ‫وكفاءة‪.‬‬
            ‫أيها السادة‪..‬‬     ‫المصلحين وبسالة المضحين‬
‫إن موقف المرأة الغربية إزاء‬     ‫في سبيل المصلحة العامة‪،‬‬                   ‫أيها السادة‪..‬‬
 ‫الرجل في الحركة النسوية‬          ‫مقتن ًعا بأن البذور التي‬     ‫إذا كنا في نهضتنا لم نجد‬
                              ‫بنرها لا بد أن تؤتي ثمرها‬          ‫أسا ًسا من الماضي نبني‬
  ‫غير موقف المرأة الشرقية‬      ‫عاج ًل أو آج ًل‪ .‬وفي الواقع‬
 ‫فيها‪ ،‬فالغربية وهي تنشد‬                                         ‫عليه‪ ،‬فما عدمنا من بين‬
  ‫استقلالها تصادف موانع‬      ‫قد تحقق ظن المرحوم قاسم‪،‬‬       ‫الرجال عض ًدا في فتح الطريق‬
                                 ‫فالبذور أينعت وأثمرت‪،‬‬
     ‫كثيرة أساس معظمها‬                                       ‫أمامنا وتشجيعنا على السير‬
‫القوانين‪ .‬فكأنها في جهادها‬      ‫ليس في مصر فقط‪ ،‬بل في‬             ‫فيه‪ .‬فقد كان لصاحب‬
                             ‫أغلب أنحاء العالم الإسلامی‪.‬‬
  ‫تعمل علي إنقاص حق من‬                                      ‫الشريعة الإسلامية صلى الله‬
 ‫حقوق الرجل‪ ،‬أما الشرقية‬       ‫فتركيا التي كانت نساؤها‬       ‫عليه وسلم الفضل الأول في‬
                             ‫حاصلة علي شيء من الحرية‬        ‫منح المرأة أمانة التشريع منذ‬
  ‫فشأنها غير ذلك‪ ،‬فهي لا‬                                     ‫ثلاثة عشر قر ًنا وتي ًفا‪ ،‬حيث‬
   ‫تطلب من الرجل إلا فتح‬         ‫انقطعت صلتها بالماضي‬       ‫قال‪« .‬خذوا نصف دينكم من‬
   ‫أبواب الثقافة والتجارب‬         ‫العتيق بفضل محررها‬
‫أمامها لتحسن إدارة شؤون‬          ‫العظيم الغازي مصطفي‬           ‫هذه الحميراء» وهو يشير‬
‫واستغلال حقوق خولتها لما‬      ‫كمال‪ ،‬وأمست المرأة التركية‬        ‫إلى السيدة عائشة رضي‬
  ‫الشريعة الإسلامية وتكاد‬     ‫تتمتع‪ ‬بنعيم الحرية‪ .‬وليس‬         ‫الله عنها‪ ،‬ومن ذلك أن ما‬
‫تساوی حقوق الرجل‪ .‬لذلك‬            ‫بغريب على أمة لا تفرق‬       ‫جاء في التشريع الإسلامي‬
     ‫كان الطريق أمام المرأة‬      ‫لغتها بين ضمائر المذكر‬       ‫من النصوص المحتاجة إلى‬
  ‫الشرقية في سبيل تحقيق‬       ‫والمؤنث إلا بالإضافة إليها‪،‬‬       ‫التثبت أو التفسير‪ ،‬فقول‬
                             ‫أن تمنح نساءها كل الحقوق‬        ‫السيدة عائشة حجة فيه‪ .‬ثم‬
     ‫أمانيها أقل وعورة من‬       ‫السياسية في أقرب وقت‪.‬‬       ‫توالت الأجيال‪ ،‬وما من عصر‬
  ‫الطريق التي سلكته المرأة‬                                  ‫إلا وظهر فيه من أهل الحكمة‬
                                                              ‫والإنصاف‪ ،‬رجال يذودون‬
                                                               ‫عن حقوق المرأة ويسعون‬
                                                               ‫إلى تمكينها مما قررته لها‬
                                                               ‫الشرائع وقضت به قواعد‬

                                                                   ‫العدل فيها والمساواة‪.‬‬
                                                                 ‫وفي عصرنا الحالي جاء‬
                                                              ‫قاضينا العادل قاسم أمين‬
                                                                   ‫ورفع صوته منذ ربع‬
                                                              ‫قرن تقريبًا مطالبًا بتحرير‬
                                                              ‫المرأة وفك قيود كبلتها بها‬
                                                             ‫تقاليد عتيقة‪ ،‬تتنافر والمدنية‬
                                                                ‫الحاضرة‪ ،‬ولا زلنا نذكر‬
                                                               ‫تلك الضجة التي قامت في‬
                                                              ‫وجهه والمطاعن الشخصية‬
                                                            ‫التي وجهت إليه وإلى مذهبه‪،‬‬
                                                            ‫وقد احتمل كل ذلك بشجاعة‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204