Page 123 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 123

‫‪121‬‬             ‫تجديد الخطاب‬

‫فرانسوا بوزيزي‬  ‫جان بيديل بوكاسا‬  ‫دافيد داكو‬                              ‫فيها العدو ويجب تجهيز‬
                                                                                ‫السواطير لمواجهة‬
   ‫وينفلت الأمن بشكل فظيع‪.‬‬             ‫قتالية سمت نفسها لاح ًقا‬
 ‫أصبحت الحدود أكثر انفلا ًتا‪،‬‬        ‫بأنتي بالاكا(‪ )7‬أي مناهضي‬              ‫هؤلاء الأعداء ‪-‬حسب‬
                                      ‫السواطير‪ .‬في البداية كانوا‬             ‫تعبيره هو‪ .-‬لم يلبث‬
    ‫فامتزج مع قوات السيليكا‬           ‫قرو ّيين تشكلوا للدفاع عن‬
 ‫مقاتلون مرتزقة من السودان‬                                                         ‫طوي ًل بعد ذلك‪،‬‬
                                        ‫أنفسهم وممتلكاتهم ض ّد‬                ‫وبعد قتال متقطع في‬
    ‫وتشاد‪ ،‬ومع الأنتي بالاكا‬      ‫عمليات النهب والسطو والعنف‬               ‫جبهات مختلفة وصلت‬
  ‫أي ًضا مرتزقة من الكاميرون‬
                                     ‫التي ارتكبتها بعض فصائل‬                    ‫المعارضة العاصمة‬
      ‫والكونجو الديموقراطية‬       ‫السليكا‪ .‬تل ّقت الحركة دع ًما من‬         ‫وأطاحت بحكم الرئيس‬
      ‫وغيرها‪ .‬انتشر السلاح‪،‬‬       ‫القوات الفرنسية (سانجاريس)‬
 ‫واندلعت أعمال عنف من قبل‬                                                     ‫فرانسوا بوزيزي في‬
  ‫الفريقين ع ّمت البلاد تقريبًا‪.‬‬       ‫تلك الفترة ون ّظمت هجوما‬                ‫شهر مارس ‪2013‬‬
      ‫من هنا‪ ،‬بدأت الخطابات‬        ‫شر ًسا على مسلمي جمهورية‬
‫الدينية تتصاعد وتدخل المشهد‬          ‫أفريقيا الوسطى دون تمييز‬                     ‫و َن ّصبوا ميشيل‬
   ‫السياسي‪ .‬الرئيس المخلوع‬                                                 ‫دوتوجيا رئي ًسا للبلاد‪.‬‬
     ‫فرانسوا بوزيزي استغل‬                    ‫خلال سنوات َخ َلت‪.‬‬           ‫صا َحبت عملية الانقلاب‬
   ‫موقعه في الكنيسة كقسيس‬          ‫أما المؤيدون للتحالف (أغلبهم‬
   ‫فغلّف القضية بغلاف ديني‬         ‫مسلمون) فانضموا للسيليكا‪،‬‬                    ‫هذه عمليات َس ْط ٍو‬
  ‫أكثر من كونه سياسي حتى‬            ‫إلا أنهم لم يجدوا مكانة تليق‬           ‫ونهب وتخريب لمقدرات‬
‫يجمع حوله أنصا ًرا من قبائل‬        ‫بهم‪ ،‬وبسبب انتشار الفوضى‬         ‫الدولة وممتلكات الشعب نفسه‬
    ‫أخرى غير قبيلته‪ .‬وبالفعل‬       ‫وفشل ميشيل دوتوجيا وقادة‬           ‫لفترة امتدت لأشهر‪ ،‬فانعدم‬
 ‫نجح في ذلك‪ ،‬فبمجرد سقوط‬          ‫الفصائل الأخرى في التحكم في‬        ‫الأمن وانهارت البنية التحتية‬
                                  ‫جنودهم؛ جعل الفوضى تنتشر‬          ‫الإدارية والشرطية والقضائية‬
                                                                         ‫للدولة وح ّل مكان الجميع‬
                                                                     ‫الفوضى والتخريب‪ .‬دفع ثمن‬
                                                                      ‫هذه الفوضى الشعب بجميع‬
                                                                         ‫مكوناته وخاصة أصحاب‬
                                                                        ‫القرى والمناطق النائية عن‬
                                                                      ‫العاصمة‪ ،‬و َت َص ّدر المسلمون‬
                                                                      ‫المشه َد لكنهم فشلوا في إدارة‬
                                                                        ‫الدولة لقلة الخبرة الإدارية‬
                                                                       ‫وتدني مستوى التعليم لدى‬

                                                                                   ‫معظم قياداتهم‪.‬‬
                                                                         ‫كر ّدة فعل مغايرة‪ ،‬انقسم‬
                                                                          ‫الجيش الوطنى إلى مؤيد‬
                                                                       ‫للتحالف الجديد (السيليكا)‬
                                                                      ‫ومعارض له‪ .‬المعارضون له‬
                                                                       ‫(أغلبهم نصارى ووثنيون)‬

                                                                            ‫انضموا إلى مجموعات‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128