Page 121 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 121
119 تجديد الخطاب
آنج فيليكس باتاسي نور الدين آدم ميشيل دوتوجيا الديني العنف الديني أو
حرب دينية أو التعصب
إنهاء فترته الأولى ،فبعد بينهم ،حولوه إلى صراع ديني
مضي عامين ونيّف فقط كي يجد كل واحد منهم قاعدة الديني أو الخلافات
من حكمه بدأت الصراعات الدينية التي تنشأ بين
الداخلية تعرقل مجرى العملية شعبية يرتكز عليها أو يبرر مجموعة أو مجموعات
فشله من ناحية ،وليستمر
الديموقراطية. الصراع مدة أطول من ناحية من البشر في دولة
حاول باتاسي أن يصمد ما ،أو منطقة محددة.
ويراوغ أحيا ًنا حتى أنهى أخرى. هذه الصراعات ليس
فترته الأولى وترشح للفترة منذ الاستقلال في عام 1960
الثانية وفاز بها ،إلا أنه لم لم تشهد البلاد انتقا ًل سل ًسا الدين هو السبب في
يستطع إنهاء هذه الفترة وأطاح للسلطة إلا مرة واحدة فقط، نشأتها في الأصل،
به الجنيرال فرانسوا بوزيزي وذلك في أغسطس 1993عندما وإنما الطرق التي
-قائد القوات المسلحة آنذاك- قرر الرئيس أندريه كولينجبا يوظف بها الدين في
خلال تمرد قاده من الحدود تطبيق مبادئ الديموقراطية حياة الناس هي السبب
التشادية الأفرووسطية في ولأول مرة في تاريخ البلاد(.)4 في نشوء الصراعات
عام .2003شارك في هذه الدينية المختلفة ،وأحيا ًنا
المرة بعض الشباب المسلمين أُجريت الانتخابات وخسر ُيستغ ّل الدين للتغطية
حيث جنّدهم الرئيس باتاسي فيها الجنيرال كولينجبا أمام على أهداف أخرى .في هذا
في القوات الرئاسية الخاصة، آنشج فيليكس باتاسي ،ومن الصدد ،تهدف هذه الورقة إلى
ومن ثم انقلبوا عليه وانضمو ثم سلمه السلطة في مراسم تناول حقيقة الصراع الديني
اتسمت بالتسامح والنموذجية. في جمهورية أفريقيا الوسطى
إلا أن باتاسي لم يتمكن من وأسباب توسع نطاقه بين
المسلمين والمسيحيين والدوافع
الكامنة وراء ذلك ،وهل هو
صراع ديني أم سياسي؟
الخلفية التاريخية
للصراع
الصراع في جمهورية أفريقيا
الوسطى يختلف عن كثير
من الصراعات في الدول
الأفريقية .حيث كان في
بداية الأمر صرا ًعا سياسيًّا
بالدرجة الأولى ،وبعدما
فشل السياسيون والقادة
العسكريون في إدارة البلد
و َح ِّل النزاعات السياسية فيما