Page 6 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 6
العـدد 28 4
أبريل ٢٠٢1
إذا كان عبد الناصر قد اجتذب الأفارقة افتتاحية
بالخطاب الإسلامي عن طريق مدينة
البعوث وجامعة الأزهر وإرسال الشيوخ سمير درويش
إلى الدول لتعليم مواطنيها الدين على
الطريقة المصرية ،فإن السلطة الحالية رئيس التحرير
لا تحتاج إلى ذلك ،بل إلى عكسه تما ًما،
تحتاج إلى تطوير التعليم والاعتماد احترام القارة
لا غزوها..
على التكنولوجيا وتدريب الأفارقة
على الابتكار الإداري ونقل الخبرات مصر بين خيارين في علاقتها
الصناعية والأفكار والمعلومات ،وكل بدول أفريقيا
تلك الوسائل الحديثة التي يبيعها
لهم الغرب وإسرائيل على حساب مصر
ووجودها في القارة.
وأن اتفاقية وادي النيل ُو ِّقعت بين أطراف تحتاج الثقافة المصرية فيما يتعلق
استعمارية ،وأنها ليست ملزمة الآن،
بعلاقة مصر بأفريقيا إلى كثير من
وتجلى ذلك أكثر في توقيع باقي الدول على المراجعات ،من ذلك أن الخطاب الإعلامي
اتفاقية عنتيبي دون اعتبار لمعارضة مصر -الذي ما يزال واق ًعا تحت تأثير الحقبة
والسودان ،أو -بصراحة -معارضة مصر
الناصرية -يقول إن عبد الناصر أولى
وتأرجح السودان. اهتما ًما كبي ًرا بالقارة السمراء ،مما ساهم
خطاب الاهتمام بأفريقيا والتعالي عليها
في رفع اسم ومكانة مصر في كثير من
يحتاج إلى مراجعة كما ذكرت ،لأن ما دولها ،وأن من جاءوا بعده :السادات
فعله عبد الناصر لم يكن اهتما ًما بقدر ما وحسني مبارك ومحمد مرسي -ومبارك
بالذات ،بعد حادثة محاولة اغتياله في
كان تد ُّخ ًل في الشؤون الداخلية ،حيث أديس أبابا عام -1995تعاملوا بتعا ٍل
ساند بعض المعارضين وصغار الضباط معها ،الأمر الذي جعل الأفارقة ينظرون
للانقلاب على حكوماتهم ،قد تكون هذه
الحكومات فاسدة ورجعية وغير صالحة إلى مصر كرجل أبيض -وإلى دول
لقيادة بلدانها ،لكن هذا يظل شأن الشعوب الشمال عمو ًما -هدفه استغلال موارد
التي عليها أن ترضى أو تثور ،وليس شأن أفريقيا ،وهذه النظرة تحدي ًدا تقف وراء
القوى الخارجية ،الإقليمية والدولية ،التي مشكلة بناء سد النهضة الأثيوبي ،حيث
تنفذ مصالحها الضيقة على حساب غيرها، يرى الأثيوبيون أنهم الأحق بمياههم،