Page 10 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 10

‫العـدد ‪28‬‬   ‫‪8‬‬

                                                      ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

‫د‪.‬أماني فؤاد‬

‫غرابة العالم و ُغربة الروح‪..‬‬

‫غرابة الأدب في كتاب‬

‫مؤسس لشاكر عبد الحميد‬

‫لقد استطاع الناقد شاكر عبد الحميد أن يضيئ منطقة غامضة في‬
‫الأدب المتسم بالغرابة من خلال هذا الكتاب البحثي الجاد المتبحر‪،‬‬
‫الذي وضح فيه بصورة جلية هذا الجهد المستفيض المستوعب لكل‬
‫تيارات الدراسات النفسية والنقدية والفلسفية التي عالجت الغرابة‬
‫وتجلياتها في الأدب‪ ،‬كما أن المؤلف نجح في عرض التطورات‬
‫التاريخية التي تتابعت على الدراسات النفسية والاجتماعية والنقدية‬
‫لمفهوم وتجليات الغرابة في الآداب الغربية‪ ،‬بد ًءا من دراسة فرويد‬
‫حتى الوصول إلى أحدث الدراسات النقدية النفسية الحديثة‪.‬‬

    ‫تؤسس عليه‪ ،‬تتفق مع توجهاته‪ ،‬أو تختلف مع‬              ‫يق ِّدم د‪.‬شاكر عبد الحميد في كتابه “الغرابة‪..‬‬
‫بعض مرجعياته‪ ،‬وتعطي الظاهرة تفسيرات أخرى‪.‬‬
                                                            ‫المفهوم وتجلياته في الأدب” استقصا ًء واسع‬
    ‫والغرابة التي يقصدها المؤلف في دراسته حالة‬           ‫المعرفة والبحث والرصد لمفهوم الغرابة وتعريفه‬
 ‫من القلق المقيم‪ ،‬أو الخيال المعتم لا المضيء المبهج‪.‬‬      ‫وتحليله؛ ويعرض معالجات مذاهب علم النفس‬
‫يشير في متن كتابه إلى أن جوهر الغرابة في العلاقة‬
                                                             ‫المختلفة‪ ،‬وبعض المدارس الفلسفية والنقدية‬
   ‫التي توجد بين الموت والحياة‪ ،‬وفي انتقاء الألفة‪،‬‬       ‫للغرابة وتفسيرها وظواهرها المتعددة وتجلياتها‬
     ‫وغياب الأمن‪ .‬ويذكر أن الأكثر غرابة من هذه‬            ‫التي ظهرت في الأدب‪ ،‬وتتبع تاريخية الظاهرة‪،‬‬

  ‫الغرابة نفسها أن تتحول الأشياء التي كان ينبغي‬                   ‫والدراسات الغربية التي تعاملت معها‪.‬‬
    ‫النظر إليها على أنها غريبة على أنها أشياء عادية‬      ‫من الأدب ونصوصه‪ ،‬وجهود وتفسيرات علماء‬
                                                      ‫النفس له‪ ،‬استخلص فرويد مقاله الفريد عن الغرابة‬
‫ومألوفة‪ .‬ويق ّسم الغرابة في الأدب إلى نوعين‪ :‬غرابة‬       ‫الذي أسس لكثير من البحوث التي توالت بعده‪،‬‬
   ‫المألوف‪ ،‬وغرابة غير المألوف‪ ،‬وقد يعني الغريب‬
   ‫لديه كل ما يستدعي وجود تفسير أو تأويل ولا‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15