Page 13 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ويعطي الباحث أمثلة متعددة
من قصص “لإدجار آلان
بو” تحت عنوانات سيد
الغرابة ،وروح الانحراف
التي يرجعها الباحثون
إلى :تشيؤ الإنسان أو
نزع الإنسانية عنه،
وهو أمر يرتبط بالآلية،
وجنون العظمة ،وبارانويا
الاضطهاد أو الارتياب،
ويعد “بو” سيد الغرابة
لأنه وجه الانتباه إلى
الأعماق اللاشعورية
الجحيمية ،ويري “فرويد”
ومعه المؤلف أن عرض هذه
إدجار آلان بو سيجموند فرويد جاك لاكان الأشياء في الموضع الخاص
بالواقع الطبيعي ،أي ذلك
يعرض المؤلف نظرية “تودوروف” عن العجائبي الواقع الذي لا تنتمي فيه إلى عالم خيالي أو متخيل؛
أو “الفانتاستيك” كنوع أدبي ،وفيها يرى أن التردد
بل إلى عالم طبيعي .عالم واقعي ،لكنه “واقعى”
أو الالتباس والحيرة والشك هي السمات الدافعة
للغموض غير المستقر ،وهو ما يحدث الارتباك لدي غريب ،يجعلها أكثر تأثي ًرا.
يتحدث الكاتب عن قوة الأدب وتأثيره وذلك بما
القارئ قبل أن يجري تصريف هذا الارتباك أو
تبديده نهائيًّا خلال السرد ،وأن يفسر من خلال يمتلك المبدع من حرية الخيال ،وقدرته على الطاقة
قوانين الواقع العادية ،وأن الغرابة تستمر حين
الإيحائية ،أي تلك الطاقة التي تجعله يضفي الحياة
يستمر التردد والالتماس.
ويلخص “تودوروف” العناصر التي تسم الأعمال على بعض من الأشياء والكائنات التي تفتقر إلى
الخيالية العجائبية فى: الحياة .ويعتمد الكاتب على رصد فرويد للأبعاد
-1يتعلق الأدب العجائبي بنوع من القلق
الوجودي ،وكذلك الشعور العام بعد الراحة. العامة للغرابة في الأدب وخاصة بعد ظهور تياري
-2اعتمد “تودوروف” على “فلاديميير
سولوفيوف” و”دستويفسكى” بضرورة أن يبقي الحداثة وما بعد الحداثة مثل:
العمل الأدبي العجائبي تحت شعور القارئ بدوام
الشعور بالغرابة والالتباس لدي شخصياتها، -القلق من فقدان شيء أو شخص عزيز وحيوي،
وغالبًا ما ينتقل إلى القارئ ،وأن يكون الأدب شديد
الخوف من الموت ،أو فقدان أحد أعضاء الجسم.
القرب من الواقع.
-3أن يشمل شعور التردد شخصيات العمل، -ظاهرة القرين :حالات تفكك الذات وانقسامها
والقراء للعمل أي ًضا ،وأن الفانتاستيك ينقسم إلى:
العجيب “البساط السحري ،الغيلان ،”..والغريب وتعددها ،أفكار الظل والمرايا.
-الإحيائية :من حيث تحول الميت إلى حي،
وبالعكس ،أو الجمع بين الحياة والموت في حالة
واحدة كما في الدمى.
-أي ًضا تمثل ظاهرة التكرار نو ًعا من الغرابة،
فعودة الشيء نفسه ولكن في شكل غريب ،مختلف
ومخيف يدعو إلى القلق ومن ثم التساؤل.
-كذلك فإن الأشباح والأرواح يمكن النظر إليها
هنا على أنها عملية عودة من الموت إلى الحياة.