Page 102 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 102

‫العـدد ‪26‬‬                                                          ‫‪100‬‬

‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬

‫الآتي‪ ..‬الذي سيظهر في سبتمبر‪ ..‬في خمسمائة صفحة بعد تصغير‬
    ‫الخطوط‪ .‬وسأرى في وجه رفعت سعادة لا مثيل لها‪ .‬ويتحول‬
   ‫النهار الآتي إلى أيقونة للدرجة التي تجعل أمجد ريان يقول على‬
       ‫الملأ‪« :‬هذا الكتاب من الكتب النادرة التي ستبقى في المكتبات‬
                                                       ‫العربية»‪.‬‬

                        ‫(‪)5‬‬

    ‫لثمانية أعوام كنا نلتفي مرة أو مرتين أسبوعيًّا‪ ،‬وقبل كل لقاء‬
‫كنت أعيد قراءة كتاب له‪ ،‬يرسل لي ويتمان قبل الطباعة‪ ،‬يتصل بي‬

 ‫ذات يوم‪« :‬ظروفك تسمح نتقابل؟»‪ ،‬يحكي لي أنه وفق توكيل من‬
 ‫ريتسوس شخصيًّا له الحق في ترجمة أعماله‪ ،‬وأنه أنهى الترجمة‬
  ‫وقدمها لجهة رفضت نشرها لأنهم تواصلوا مع ابنة رويتسوس‬
   ‫التي رفضت الترجمة إلا عن اليونانية‪ ،‬وترجمة رفعت كانت عن‬
  ‫الفرنسية والإنجليزية‪ ،‬وفي اليوم الثاني أنشرها على الفيس بوك‬

     ‫فيتصل بي لأحذف ما كتبت‪« :‬هم أحرار يا أحمد»‪ ،‬ولم يذهب‬
          ‫رفعت إلى ربه إلا والأعمال الكاملة لريتسوس مطبوعة‪..‬‬

                        ‫(‪)6‬‬

  ‫رحلة رفعت كانت بحثًا عن الأصل‪ ،‬عن الشعر‪ ،‬عن التراث‪ ،‬بحثًا‬
    ‫عن الجذر‪ ،‬وفي سبيل ذلك أسس «إضاءة ‪ »77‬وتخيل أن مجلة‬
 ‫تطبع على ورق بألوان باهتة في مقابل المجلات الضخمة والفخمة‪،‬‬
   ‫ثم يخرج رجاء النقاش ليقول «إن حركة السبعينيات هي صفعة‬
     ‫على وجه الذوق العام»‪ ،‬لكن الجو الفاسد يقاوم حتى ينكسر‪..‬‬
‫وحين يحدث خلاف الأصدقاء‪ ،‬لا يستطيعون كبحه فيخرج هو من‬
‫إضاءة‪ ،‬وهو يعرف أن الكتاب الجدد‪ ،‬صارت لهم منابر للتعبير عن‬

               ‫آرائهم‪ ،‬وأنه نجح في صك مصطلح‪« :‬السبعينيات»‪.‬‬

                ‫‪6‬‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107