Page 6 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 6
العـدد 26 4
فبراير ٢٠٢1
كتابة الديوان لديه –كفعل كتابة -لا افتتاحية
تستمر أكثر من أربعين يو ًما ،ثم تبدأ
معاناة رسم القصيدة على الورق الفارغ، سمير درويش
تجربة تشكيلية خالصة يقوم بها رئيس التحرير
بنفسه ،قال لي إنه يجِّرب توزيع الكلمات
عن تجربة
على صفحة الوورد على الكمبيوتر ،ثم رفعت سَّلم..
يستدعي الصور والخطوط والإشارات
ويلصقها بها ،ويأخذ وقًتا طويًل في الشعر حين يمتزج بالموسيقا
إخراج الصفحة تشكيل ًّيا ،ثم يطبعها ليرى والتشكيل وفنون أخرى!
النتيجة على الورق ،فشاشات الكمبيوتر
تكون خادعة أحيا ًنا ،ثم يبدأ عمليات
التعديل حتى يرضى ،صفحة بصفحة،
كأنه فنان تشكيلي يجهز لوحاته
لمعرضه ،ومعرضه هنا هو ديوانه.
أن ج َّل تجربة رفعت س َّلم تفعل هذا لا شك أن تجربة الشاعر رفعت س َّلم
بدأب ،وبتد ُّرج نحو مزيد من التركيب
والتعدد ،ما يجعله رائ ًدا في هذا الشكل متف ِّردة في الشعرية العربية ،من حيث
المضمون والشكل على السواء ،من
الشعري.
قلت إن أح ًدا لم يقلده ،وربما يكون ذلك حيث إنها تجربة بصرية ،لا تعتمد
مشكلة ما ترك من إرث شعري ثري، على اللغة فحسب ،كما كل الشعر
ذلك أن التجارب الشعرية تعيش ُمد ًدا
أطول بقدر ما يقلِّدها الشعراء المتتالون، العربي عبر تاريخه ،ولكن –جنبًا إلى
جنب -على شكل وترتيب الكلمات
مثلما حدث مع تجارب نزار قباني
ومحمود درويش وصلاح عبد الصبور على الصفحة ،وتع ُّدد الأصوات ،والمتن
والهامش ..إلخ ،فلم يسبقه أحد ولم
ومحمد عفيفي مطر وحلمي سالم،
وأحمد شوقي من قبلهم ،وأنا –بالطبع- يقلده أح ٌد أي ًضا ،قد يجد القارئ
لا أقصد تقليد الحافر على الحافر ،وإنما قصيدة هنا أو هناك ،عند هذا الشاعر
أو ذاك ،تحاول أن تق ِّدم فعل التعدد
هذا ،لكنها تظل محاولة واحدة ،في حين