Page 120 - m
P. 120

‫العـدد ‪58‬‬       ‫‪118‬‬

                                                        ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬شعيب خلف‬

               ‫سلطة النص‬
            ‫بين لغة الأنثى‬

               ‫وأبوية الرجل‬
‫في «تما ًما كما أفعل الآن»‬

              ‫من ممارستها أو حتي التعبير عنها‪.‬‬              ‫المرأة العربية المبدعة تبحث طوال الوقت عن‬
‫في هذه المجموعة الشعرية التي بين يدي والتي نقرأ‬
                                                             ‫محو صورة موروثة من الغبن المقيم‪ ،‬وتاريخ‬
    ‫من خلالها دور المرأة باعتبارها فاع ًل لغو ًّيا لها‬  ‫طويل من التهميش والإقصاء‪ ،‬والإحساس البغيض‬
 ‫خصوصيتها التي تتمرد فيها على المعجم الذكوري‬
 ‫المسيطر‪ ،‬والذي ظل المتحدث الرسمي باسمها على‬               ‫باللاجدوى من التمرد على هذه السلطة الذكورية‬
 ‫مدار سنوات عديدة‪ ،‬ناهيك عن مجتمع لا تستطيع‬             ‫والسيطرة الأبوية التي لم تترك لها إلا فر ًصا نادرة‬

     ‫أن تقترب من ثوابته المسيطرة وقيوده المكبدة‪،‬‬             ‫تعد على أصابع اليد الواحدة لنساء استثناء في‬
   ‫فتخاف حتى الاقتراب من الحديث عن مشاعرها‬                 ‫تاريخ الثقافة العربية‪ ،‬استطعن من خلالها النظر‬
   ‫وأحاسيسها التي هي مشاعر إنسانية فطرية في‬                 ‫من وراء كواليس المسرح للفرجة دون أن يكون‬
 ‫الأساس‪ ،‬فيؤول المتلصصون لها تعبيرها الإبداعي‬           ‫لهن دور مؤثر في عروض استحوذ فيها الذكور على‬
                                                          ‫دور البطولة‪ ،‬دون أن يتركن ليحصلن على فرص‬
      ‫‪-‬الذي هو في الأساس فن جمالي ابن خيالها‪،‬‬
‫وتعبير صحي عن أحاسيس ومشاعر بني جنسها‪-‬‬                       ‫يثبتن من خلالها الندية والتكافؤ‪ ،‬نساء حرمن‬
 ‫ذلك ترجمة لمشاعرها هي‪ ،‬وأنه تعبير عن تجربتها‬            ‫النظر إلى النور‪ ،‬فلم يتمك َّن من الخروج لرؤيته‪ ،‬أو‬
                                                          ‫حتى المشي في ركابه‪ ،‬و ُح ِرمن الحرية فلم يتمك َّن‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125