Page 208 - m
P. 208

‫العـدد ‪58‬‬                            ‫‪206‬‬

                               ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                    ‫وعددهم كما يظهر في الجدول‬
                                                                   ‫السابق ثمانية وعشرين‬
 ‫‪ ،Wilson‬وثالثها‪ -‬في هامش‬        ‫‪ Krenkow‬المعروف بمحمد‬              ‫مستشر ًقا‪ ،‬منهم نجيب‬
‫(‪ )48‬صفحة ‪ 170‬أورد تحت‬             ‫سالم الكرنكوي (‪-1872‬‬
                                                               ‫العقيقي مؤلف الكتاب نفسه‪،‬‬
  ‫اسم ووكر ‪ Walker‬خمسة‬          ‫‪ ،)1953‬والمجري عبد الكريم‬          ‫الذي ترجم لنفسه داخل‬
   ‫مستشرقين‪ .‬وفي كل حالة‬            ‫جرمانوس ‪Germanus‬‬              ‫الكتاب على أنه مستشرق‬
 ‫من هذه النماذج السابقة كان‬
‫يذكر مع كل اسم عنوان لأحد‬      ‫(‪ ،)1979 -1884‬والنمساوي‬         ‫عربي‪ .‬وكلا الأمرين عجيب؛‬
 ‫الأعمال العلمية التي أنجزها‪،‬‬      ‫ليوبولد فايس ‪.Weiss,L‬‬        ‫فهل يمكن إدراج المسيحيين‬
  ‫وهي فيما يبدو كل ما أمكن‬                                    ‫الشرقيين ضمن المستشرقين‪،‬‬
  ‫معرفته عنهم من معلومات‪.‬‬      ‫المعروف بمحمد أسد (‪-1900‬‬       ‫وإن كان ذلك ربما يجوز لدى‬
‫ثام ًنا‪ -‬في تراجم المستشرقين‬             ‫‪ ..)1992‬وغيرهم‪.‬‬       ‫البعض وف ًقا لرؤية ما‪ ،‬سكت‬
    ‫لم يتم مراعاة التقارب في‬                                   ‫عن ذكر أسبابها وضوابطها‪،‬‬
   ‫التراجم من ناحية الحجم؛‬      ‫و ُيفهم من ذلك كله أن مؤلف‬     ‫فلماذا لم يدرج في موسوعته‬
                                  ‫كتاب المستشرقين لم يأخذ‬      ‫أمثال جرجي زيدان (‪-1861‬‬
        ‫ففي حين نجد تراجم‬         ‫في الاعتبار شرطي الغربية‬
     ‫موسعة في عدة صفحات‬           ‫وغير الإسلامية في تحديد‬          ‫‪ ،)1914‬وسلامة موسى‬
      ‫لبعض المستشرقين من‬             ‫من هو المستشرق‪ .‬وفي‬           ‫(‪ ،)1958 -1887‬وعزيز‬
     ‫ناحية نجده لم يكتب عن‬          ‫رأيي المتواضع أن المسلم‬        ‫سوريال عطية (‪-1898‬‬
  ‫بعضهم الآخر سوى كلمات‬          ‫أو الشرقي العربي لا يمكن‬           ‫‪ ،)1988‬ولويس عوض‬
    ‫معدودة من ناحية أخرى‪.‬‬                                     ‫(‪ ..)1990 -1915‬وغيرهم من‬
 ‫ويمثل الناحية الأولى تراجم‪:‬‬   ‫تصنيفهما ضمن المستشرقين‪.‬‬          ‫المسيحيين الشرقيين الذين‬
    ‫الروسي كراتشكوفسكي‬                   ‫ساب ًعا‪ُ -‬يلاحظ أن‬    ‫كتبوا في المجالات التي يكتب‬
   ‫‪-1883( Kratochkovski‬‬
                                 ‫العقيقي أورد أسماء لبعض‬                ‫فيها المستشرقون‪.‬‬
        ‫‪ )1951‬فيما يزيد عن‬      ‫المستشرقين الآخرين ‪-‬الذين‬     ‫ومن ناحية أخرى أورد نجيب‬
    ‫ست صفحات‪ ،‬والفرنسي‬                                        ‫العقيقي بعض المسلمين ضمن‬
                                  ‫لم يترجم لهم‪ -‬في هوامش‬       ‫تراجم المستشرقين سواء من‬
      ‫بروفنسال ‪Provencal‬‬        ‫صفحات موسوعته‪ُ ،‬متب ًعا في‬
   ‫(‪ )1956 -1894‬فيما يزيد‬                                       ‫الشرقيين الذين استقروا في‬
    ‫عن سبع صفحات‪ .‬ويمثل‬           ‫ذلك طريقة غريبة‪ ،‬تتلخص‬        ‫بعض البلدان الغربية أمثال‪:‬‬
                               ‫في أنه ُيخصص هوامش عنهم‬           ‫الباكستاني فضلو الرحمن‬
      ‫الناحية الأخرى تراجم‪:‬‬                                      ‫(‪ )1988 -1919‬في الفصل‬
    ‫الهولندي فيلمت ‪Willmet‬‬         ‫عندما يرد في المتن أسماء‬     ‫الخاص بإنجلترا‪ ،‬والعراقي‬
   ‫(‪ )1825 -1750‬في سطر‬         ‫مشابهة لأسمائهم‪ .‬ويبدو أنه‬
   ‫واحد‪ ،‬والإنجليزي كرومر‬      ‫اتبع ذلك لأنه لم يجد عنهم أية‬        ‫محسن مهدي (‪-1926‬‬
 ‫‪ )1917 -1841( Cromer‬في‬                                          ‫‪ )2007‬في الفصل الخاص‬
                                  ‫معلومات تفيده في الترجمة‬     ‫بالولايات المتحدة‪ ..‬وغيرهما‪،‬‬
               ‫ثلاثة سطور‪.‬‬     ‫لهم‪ .‬وعمل ذلك على الرغم من‬      ‫أو من الغربيين الذين اعتنقوا‬
  ‫تاس ًعا‪ -‬ربما كان في وسع‬      ‫الاختلاف الزمني بين الاسم‬         ‫الإسلام أمثال‪ :‬الإنجليزي‬
   ‫المؤلف أن يجعل كتابه هذا‬
                                 ‫الوارد في المتن وبين الوارد‬      ‫بوركهارت ‪Burckhardt‬‬
    ‫كتابين أحدهما حديثًا عن‬        ‫في الهامش‪ .‬وحتى يتضح‬         ‫(‪ ،)1817 -1784‬والفرنسي‬
  ‫الاستشراق‪ ،‬والثاني معج ًما‬    ‫ذلك أضرب ثلاثة نماذج فقط‬
‫في تراجم المستشرقين‪ ،‬ولكنه‬       ‫من الجزء الثاني‪ :‬أولها‪ -‬في‬          ‫دينيه ‪-1861( Dinet‬‬
‫لم يفعل‪ ،‬وجمع الاتجاهين م ًعا‬   ‫هامش (‪ )5‬صفحة ‪ 67‬أورد‬              ‫‪ ،)1929‬والألماني كرنكو‬
 ‫حتى صار من المتعذر وصفه‬            ‫أسماء ثلاثة مستشرقين‬
                                   ‫اسمهم شميدت ‪،Shmidt‬‬
                                   ‫وثانيها‪ -‬في هامش (‪)43‬‬
                               ‫صفحة ‪ 115‬أورد أسماء أربعة‬
                                ‫مستشرقين اسمهم ويلسون‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213