Page 209 - m
P. 209

‫‪207‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫صمويل مارينوس زويمر‬           ‫سلامة موسى‬                       ‫بهذا أو ذاك‪ ،‬وهو الأمر الذي‬
                                                              ‫أتاح للبعض الآخر معتم ًدا على‬
       ‫اتجاهاتهم ومناهجهم‬        ‫ذلك مثل‪ :‬بطرس البستاني‬
                 ‫وغاياتهم‪.‬‬    ‫(‪ ،)1883 -1819‬ومحمد فريد‬           ‫كتاب العقيقي بأن ُيصنف‬
                                                               ‫معج ًما بأسماء المستشرقين‪.‬‬
     ‫وفي الختام يجب التأكيد‬       ‫وجدي (‪،)1954 -1878‬‬
   ‫على حقيقة مفادها أنه على‬   ‫وخير الدين الزركلي (‪-1893‬‬              ‫عاش ًرا‪ -‬كان العقيقي‬
 ‫الرغم مما يمكن توجيهه من‬                                        ‫يستجيب لبعض الانتقادات‬
 ‫ملاحظات نقدية حول كتاب‬           ‫‪ ،)1976‬وأحمد عطية الله‬
 ‫المستشرقين لنجيب العقيقي‬     ‫(‪ ،)1983 -1906‬وعمر رضا‬               ‫التي وجهت إلى الطبعات‬
    ‫إلا أنه يبقى أوفى وأجمع‬   ‫كحالة (‪ ،)1987 -1905‬وعبد‬        ‫الأولى من كتابه‪ ،‬فقد ُو ِّجه إليه‬

     ‫كتاب ظهر حتى الآن في‬         ‫الوهاب المسيري (‪-1938‬‬          ‫انتقاد مفاده قيامه بترتيب‬
‫تراجم المستشرقين وأعمالهم‪.‬‬       ‫‪ ..)2008‬وغيرهم كثيرون‬            ‫المستشرقين ترتيبًا زمنيًّا‬
                               ‫ممن ألفوا موسوعات شاملة‬             ‫وف ًقا لتاريخ الميلاد‪ ،‬وهو‬
  ‫وهو مرجع مهم وأساسي‪،‬‬           ‫أو متخصصة في موضوع‬            ‫الأمر الذي يجعل من المتعذر‬
‫وسجل ضروري لا غنى عنه‬                                             ‫على الباحثين الوصول إلى‬
                                                   ‫واحد‪.‬‬       ‫تراجم المستشرقين بسهولة؛‬
  ‫للباحثين والمؤرخين لرصد‬      ‫ثاني عشر‪ُ -‬تظهر موسوعة‬          ‫ولهذا أضاف العقيقي فهر ًسا‬
    ‫تاريخ حركة الاستشراق‬      ‫نجيب العقيقي عن الاستشراق‬          ‫في ذيل كل جزء من الكتاب‬
                  ‫وأعلامها‬                                    ‫بأسماء المستشرقين الواردين‬
                   ‫‪-----‬‬          ‫وأهله حقيقة أولية مفادها‬     ‫في الجزء ورتبهم هجائيًّا مع‬
   ‫(*) باحث بمركز تحقيق‬         ‫أن المستشرقين ليسوا كيا ًنا‬       ‫ذكر مواطن الترجمة لهم‪،‬‬
                              ‫واح ًدا يمكن الحكم عليه؛ إذ إن‬   ‫وهذ الفهرس جعل استخدام‬
  ‫التراث‪ ،‬دار الكتب والوثائق‬    ‫مع كثرة أعدادهم واختلاف‬            ‫الكتاب ُميس ًرا للباحثين‪.‬‬
     ‫القومية‪ ،‬وخبير في لجنة‬                                      ‫حادي عشر‪ -‬يمكن القول‬
                                     ‫جنسياتهم وانتماءاتهم‬
 ‫التاريخ بمجمع اللغة العربية‬     ‫الثقافية كان لا بد من تعدد‬           ‫إن كتاب المستشرقين‬
                  ‫بالقاهرة‪.‬‬                                   ‫بأجزائه الثلاثة تضمن الجمع‬
                                                               ‫المعلوماتي والدراسة البحثية‬

                                                                ‫من ناحية‪ ،‬والتأليف العلمي‬
                                                              ‫والترجمة عن الكتابات الغربية‬

                                                                ‫من ناحية أخرى‪ .‬وهو عمل‬
                                                              ‫يتصف بالموسوعية الواضحة‪.‬‬

                                                               ‫كما أن مؤلفه نجيب العقيقي‬
                                                               ‫ُيعتبر من نمط المؤلفين الذين‬

                                                                   ‫يجنحون في أعمالهم إلى‬
                                                              ‫الناحية الموسوعية سواء كانت‬
                                                              ‫هذه الموسوعية في التخصص‪،‬‬
                                                              ‫أو المنهج‪ ،‬أو في المادة المعرفية‬

                                                               ‫التي ُيقدمها؛ وهو بهذا يمكن‬
                                                              ‫اعتباره واح ًدا من الموسوعيين‬
                                                               ‫الذين عرفتهم الثقافة العربية‬

                                                                 ‫في العصر الحديث‪ ،‬مثله في‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214