Page 203 - m
P. 203

‫‪201‬‬       ‫الملف الثقـافي‬

‫لويس عوض‬  ‫محمود الطناحي‬           ‫يوهان لودفيك بركهارت‬                            ‫المعاهد والمطابع والمجلات‬
                                                                                ‫ودوائر المعارف والمؤتمرات‪.‬‬
‫الرابع الذي جاء تحت عنوان‬           ‫الإنسانية في الشرق الأدنى‬
      ‫(فنون وآداب وعلوم)‬           ‫منذ أربعة آلاف وخمسمائة‬                            ‫وتتلخص رؤية نجيب‬
                                                                                   ‫العقيقي –كما صورها في‬
‫خصصه العقيقي عن الخلافة‬                 ‫سنة قبل الميلاد‪ ،‬درس‬                    ‫كتابه‪ -‬في ضرورة الاهتمام‬
   ‫العباسية والأندلس‪ ،‬مبينًا‬             ‫في الفصل الأول (مهد‬                   ‫بجهود المستشرقين للأسباب‬
                                  ‫الحضارة) البلاد التي نشأت‬
 ‫أهم العلماء وال ُكتَّاب في كافة‬      ‫فيها الحضارات الشرقية‬                                         ‫الآتية‪:‬‬
                  ‫المجالات‪.‬‬           ‫القديمة‪ :‬سومر‪ ،‬ومصر‪،‬‬                            ‫‪ -1‬إننا إذا طوينا هذه‬
                                  ‫وفينيقيا‪ ،‬وقرطاجنة‪ ،‬وشمال‬                        ‫الجهود‪ ،‬نكون قد تنكرنا‬
  ‫وبعد هذه الفصول الأربعة‬         ‫أفريقيا‪ ،‬وسوريا‪ .‬وفي الفصل‬                   ‫للأمانة العلمية في البحث عن‬
    ‫انتقل العقيقي في الفصل‬         ‫الثاني (العرب قبل الإسلام)‬                    ‫الحقيقة الموضوعية‪ ،‬مع أن‬
    ‫الخامس إلى الحديث عن‬           ‫انتقل إلى الحديث عن اليمن‪،‬‬                  ‫نشرها لا يعني الموافقة عليها‬
     ‫النهضة الأوروبية‪ ،‬كما‬          ‫وال َب ْت َراء‪ ،‬و َت ْد ُمر‪ ،‬و ُب ْص َرى‪،‬‬        ‫والرضا عنها جميعها‪.‬‬
    ‫أدار الحديث ‪-‬في الفصل‬           ‫وال ِحي َرة‪ ،‬ومكة‪ .‬أما الفصل‬                     ‫‪ -2‬إننا إن طوينا هذه‬
     ‫نفسه‪ -‬عن الإسلام في‬           ‫الثالث فأفرده عن الفتوحات‬                        ‫الجهود‪ ،‬فكأننا نأبى أن‬
                                   ‫الإسلامية في آسيا وأفريقيا‬                    ‫يكون تراثنا جز ًءا لا يتجزأ‬
  ‫إسبانيا والبرتغال وصقلية‬             ‫وأوروبا‪ .‬كما تناول هذا‬                  ‫من الحضارة الإنسانية التي‬
‫وإيطاليا‪ ،‬والفاتيكان‪ ،‬وطلائع‬         ‫الفصل موضوعات أخرى‬                        ‫هي ملك لنا كما هي ملك لهم‪.‬‬
                                       ‫مثل الحملات الصليبية‪،‬‬                       ‫‪ -3‬كما أن طي نشاطهم‬
   ‫المستشرقين الأوائل الذين‬            ‫والإمبراطورية المغولية‪،‬‬                      ‫يبعث على الريبة وسوء‬
    ‫وفدوا للشرق عن طريق‬             ‫والسلطنة العثمانية‪ ،‬وطرق‬                     ‫الظن والقطيعة‪ ،‬فالحضارة‬
       ‫الحملات الصليبية أو‬        ‫التجارة وغيرها‪ .‬وفي الفصل‬                     ‫الإنسانية لا تقوم لها قائمة‬
     ‫الرحلات أو السفارات‪.‬‬                                                           ‫إلا على التعاون في نشر‬

  ‫وبد ًءا من الفصل السادس‬                                                                 ‫ذخائر كل الأمم‪.‬‬
         ‫حتى الفصل الثالث‬                                                           ‫‪ -4‬إذا كنا لا نفرق بين‬
                                                                                 ‫أن ينجلي لنا تراثنا ويحتل‬
     ‫والعشرين قام العقيقي‬
                                                                                       ‫مكانته من الحضارة‬
                                                                                 ‫الإنسانية على أيدي العرب‬
                                                                               ‫أو بالتعاون مع المستشرقين‪،‬‬
                                                                               ‫فقد اعترفنا لهؤلاء بفضلهم‪،‬‬
                                                                                   ‫ونشرناه في الناس‪ ،‬وهو‬

                                                                                         ‫بعض حقهم علينا‪.‬‬
                                                                                     ‫وبعد ذلك قسم المؤلف‬
                                                                                 ‫كتابه الموسوعي إلى ثمانية‬
                                                                                 ‫وعشرين فص ًل‪ .‬تناول في‬
                                                                               ‫الفصول الخمسة الأولى منها‬
                                                                               ‫ما يمكن تسميته بالتمهيدات؛‬
                                                                                 ‫عرض في الفصول الأربعة‬
                                                                                ‫الأولى بزوغ فجر الحضارة‬
   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208