Page 71 - m
P. 71

‫‪69‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر‬

                                                   ‫ممدوح التايب‬

                                     ‫ظلال لها أجنحة‬

         ‫‪-٦‬‬                                          ‫وجدران البي ِت‪،‬‬           ‫‪-١‬‬
                                              ‫سحب الزرق َة من قلبي‬
          ‫أري ُد أن أفنى سري ًعا‬                                                  ‫أري ُد أن أتلاشى‬
              ‫بأكث ِر أل ٍم يمكن ُه‬                     ‫وتر َك الفز َع‬     ‫كما الضباب في الطرقا ِت‬
               ‫أ ْن يقت َل المس َخ‬   ‫يزح ُف‪ ،‬بأل ِف قد ٍم‪ ،‬في شراييني‪.‬‬
                                                                                ‫والأسماء في البح ِر‬
       ‫الذي يتسل ُق خلايا الم ِخ‬               ‫‪-٤‬‬                              ‫والحب حين نجو ُع‪.‬‬
          ‫وينس ُل من الأطرا ِف‬
                ‫إلى الأطرا ِف‪.‬‬                  ‫أخم ُش خدي بأظافر‬              ‫‪-٢‬‬
                                           ‫الوح ِش الذي يمشي معي‪،‬‬
         ‫‪-٧‬‬                                                                        ‫عيناي ملونتا ِن‬
                                                    ‫ينا ُم في ضعفي‪،‬‬        ‫بأكث ِر من بصم ٍة للمو ِت‬
         ‫هذا المس ُخ من نسيت ُه‬               ‫يأك ُل مني قدر ما أراد‪،‬‬
            ‫في زم ٍن أق َّل حلك ًة‬             ‫يصي ُر ذئبًا من دخا ٍن‬          ‫ويداه تلوحان منها‪.‬‬
              ‫من تابوتنا هذا‪،‬‬                                                ‫وصوتي‪ ،‬حي َن باعني‬
                                                      ‫ولا يراه أحد‪.‬‬        ‫وسك َن في صم ِت القتل ِة‪،‬‬
    ‫يحيطني بظلا ٍل لها أجنح ٌة‬                                                ‫غفر ُت له‪ ،‬وترك ُت له‬
         ‫يؤر ُق حفيفها المعدني‬                 ‫‪-٥‬‬
           ‫ما تبقى من طفول ٍة‬                                                   ‫الوق َت كام ًل ليعود‬
                                                 ‫كا َن للوحد ِة أن تمر‬                   ‫ولم يأ ِت‪.‬‬
    ‫تلمسني أصابعها الصغير ُة‬         ‫بسلا ِم طائ ٍر لم يهدد ُه الرصاص‪.‬‬
       ‫كلما نسي ُت أنني إنسان‬                                                  ‫‪-٣‬‬
               ‫وعليَّ أن أبكي‪.‬‬                  ‫كان للوحد ِة أن تقد َم‬
                                                    ‫الغفرا َن لي‪ ،‬كأن ُه‬            ‫كان ْت لي زرق ٌة‬
         ‫‪-٨‬‬                                                                 ‫تلو ُن قلبي والشرفات‪.‬‬
                                            ‫الما َء في صحرا ِء توحشي‪.‬‬
          ‫أري ُد أ ْن أفنى لأنجو‪،‬‬             ‫كان للوحد ِة أن ترو َض‬               ‫أتى الحز ُن عليَّ‬
         ‫أو أعيش بلا وحو ٍش‬                     ‫الذئا َب‪ ،‬لا أن تربض‬          ‫وأنا أتأم ُل خي َط الفق ِد‬
         ‫تأكلُ القل َب‪ ،‬وتأكلني‪.‬‬                ‫على با ِب الحل ِم‪ ،‬تنب ُح‬
                                                     ‫كلما جا َء غري ٌب‬             ‫وأث َر الزم ِن على‬
                                              ‫ورمى لي حب َل الون ِس‪.‬‬                ‫جسدي الكه ِل‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76