Page 66 - m
P. 66
العـدد 58 64
أكتوبر ٢٠٢3
كمال علي مهدي
سيجارة وتموت
قلت :هأنذا سامحيني يا سيدتي
لكنني أتسلل من غمدي كي أبوح أنا ثائ ٌر كسول
يصافح أعداءه كل يوم كي ينام
لماذا كلما زرت متح ًفا أراني؟! وحين أزور متحفك الشمعي
أن َت معي كل يوم لكنك لا تطير كما ي َّدعون أتذكر حين كنت أصنع الملامح الثلجية وأتركها
فقط أراك تحمل حذائي حينما يغرونني بالظهور في كي تذوب بين أصابعي
ثم أخبئ يد َّي في جيوب معطفي لتتلاشى
المرسم إنهم الأطباء يا سيدتي
وتبكي حين يضربني الجلاد حينما يرون َصبَّارة فوق مقبرة قديمة
وتضحك وهم ينادون عليَّ في سوق النخاسة لا يهتمون بالنتوءات ولا الشواهد العارية
أن َت بلي ٌد مثلي لأنك تحب الطوابير يفدي ُّقسموةنكأبعرياضئاءِكهومأنباينمثاللشجقنودقي إنما
وتهرب مثلي من امرأ ٍة لتجامع كل النساء في السوق الحراسة أن ِت
على الشاشات وفوق المسارح ق َّدام البحر وأحيانا ف َّي مكلف بالدوران حولك كل يوم لأقلد الدراويش
ليت لي مبرر كا ٍف للتراجع عن هذه الخطيئة
... فالعاشق المأجور مهدد بالانقراض
حينما تسقط امرأة في السوق يجتمع حولها سم ٌك ...
البحر فضولي
كثير فحين أغادر داليدا في الإسكندرية
... وأح ِّول أوراقي إلى المفتي
سوف تحاكمني القصيدة وتخجل من سوءتي
أنا والشيطان وامرأة مثل ٌث مذعور الكلمات
أنا وامرأة والشيطان ورابعنا قطنا وتجرحني الأشجار الذكية في جنات الله
...
أما أنا فميِّت بنهاية القصيدة أنا لا أستعيذ من الشيطان
وأما أن ِت فميّتة منذ عشرين عام كنا نصلي م ًعا في رحاب ِك
وأما الشيطان.. وكنا نسجل كل التفاصيل في مسو َّدات صغيرة كي
(استدراك) نبيعها في السوق
...
-لماذا لم يمت بعد؟! أوقفني ذات م ّر ٍة ونحن نتسلل من المعارك -كان
منذ آدم إلى امرأة العزيز إلى دانتي إلى أمل دنقل إلى صاد ًقا ج ًّدا حين أ َّيدني في الهروب-
ميدان التحرير قال :الأميرة كانت تشير إليك وأنت منفرط من جيدها
(ملحوظة) كأنك ذئ ٌب صغير
أين سيفك؟
لقد اعترف بأنه لم يسجد لآدم لأنه رآه يقتل الثوار
في ميدان التحرير
(وصية)
لا تقلقي يا سيدتي
فقصيدة وسيجارة يكفيان لموت شاعر رجيم