Page 68 - m
P. 68

‫العـدد ‪58‬‬                                  ‫‪66‬‬

                                                                               ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

‫عامر الطيب‬

‫(العراق)‬

‫قصائد رجل معتك بالكامل‬

          ‫بعد أن تنتهي الحرب‪..‬‬                 ‫وأشق من غرسها‬                                   ‫على العالم أن يحصي نعمي‬
                     ‫المدن كثيرة‬                       ‫بالكتف‪..‬‬                                 ‫وأنا أح ُّب حزينًا كالسنابل‬

‫لكن الأسيجة التي كنت أجد ظلالي‬                    ‫تركتك ترحلين‬                                           ‫أحزن دون أذى‪،‬‬
                    ‫فيها ممحوة‬                         ‫كالدخان‬                                           ‫أسافر دون تبا ٍه‪،‬‬
                                                                                               ‫وتنال الحياة إعجابي الدائم‬
                  ‫كان ْت في حلب‪.‬‬        ‫إلى العالم الذي أتيت منه‪..‬‬
                                           ‫بادل ُتك شيئًا من المزاح‬                                               ‫بالرغم‬
         ‫***‬                                  ‫عما ستكونه الحياة‬                               ‫من أنها ستلاشى كالظلال‪..‬‬
                                                    ‫إذا غادرناها‬
              ‫ليس هذا كل شيء‬                                                                     ‫على الميت القديم أن يجيء‬
           ‫الأيام الثلاثة ستنتهي‬      ‫هل سيأتي أناس يتذكروننا‬                                        ‫كملامسة كوب بارد‬
           ‫اليوم والغد وبعد الغد‬             ‫في الربيع إذ يستعير‬
      ‫لك ّن الأمس الذي أوقدت لك‬                                                                 ‫أن ينقل خطاه بدو ِّي حاف ٍر‬
            ‫به شمعة على الحائط‬          ‫المهاجرون أوطا ًنا مشابهة‬                                       ‫فع َّما قليل سأنام‪.‬‬
                                     ‫أو ننسى كأقمار بلاد بعيدة؟‬
                ‫لا يزال مأهو ًل‪،‬‬                                                                   ‫***‬
          ‫على تخوم مليون مدينة‬               ‫بادل ُتك ظلا ًما دام ًسا‬
        ‫توجد أيام لم يقضها أحد‬           ‫مع أن لدينا ما يكفي منه‬                                        ‫كان الطقس حا ًّرا‬
       ‫عطل لم يتم الاستمتاع بها‬         ‫خو ًفا مع أننا سنفزع منه‬                            ‫والهواء عاليًا بمعنى أنه لم يكن‬
           ‫إجازات لا يجد العمال‬
                                                 ‫كتبًا دون أغلف ٍة‬                                     ‫في متناول الأيدي‪..‬‬
              ‫حاجة لاستهلاكها‬     ‫مع أننا سنخطئ في الإشارة لها‪.‬‬                                     ‫الشمس تنحت اسمها‬
                    ‫قصص حب‬                                                                          ‫لكني لم أعد أذكر أين‬
                                          ‫***‬                                                       ‫وأنت أي ًضا لا تعرفين‬
      ‫عاطلة كالمصاعد الكهربائية‬                                                              ‫أين ستنحت الشمس الطازجة‬
           ‫لأن العاشق المستعجل‬                 ‫لا شك أن مدرس‬
                                           ‫الجغرافيا يعرف المد َن‬                                      ‫اسمها حين تغيب‪.‬‬
         ‫كالعادة سيفض ُل الدرج‪.‬‬     ‫ويمكنه الحديث لنصف ساعة‬
                                                                                                   ‫***‬
         ‫***‬                                         ‫عن أنهارها‬
                                                ‫ومبانيها العالية‪،‬‬                                       ‫بادل ُتك شيئًا أكثر‬
                 ‫هل أبدو بحاجة‬         ‫عما يفعله أهلها أيام الجمع‬                                     ‫من الح ِّب و أق َّل منه‬
          ‫الدفء وأنا في الصيف‬        ‫وعما ينبغي عليهم استعادته‬                                    ‫أسلس من قضم الأظافر‬
        ‫حيث تربو درجة الحرارة‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73