Page 48 - Dilmun 22
P. 48
ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍ]ﻳﺸﺎﺓ ٢ ", ٥ﺍ
ﻣﻔﻘﻪ
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻫﻮﺇﻏﺮﺍﻗﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﺎﻣ ًﺎ ﺃﻡ
ﺗﺠﺎﺭﺍً ﺃﻡ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﻦ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ
ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻻﻑ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﻧﺎﻟﺖ ﻗﺴﻄﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﺏ
ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻞ ﺗﺒﺎﻋﺎً ﻣﻦ
ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮﻭﺑﻻﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﺛﻢ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺑﻴﻦﺑﻻﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ -ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ:
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﻣﻻﻙ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆﻭﻛﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ .ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻤﺠﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﻴﺎﺩﻱ ﺃﺳﻤﺎﻙ ﺃﻭﻓﻻﻧﻴﻦ ﺃﻭ ﻏﻮﺍﺻﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ )١( .ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺜﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻹﺻﻻﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﺎﻡ ١٩٢٠ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﺪﻠﺑﻯ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻳﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﻤﺜﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴﻴﻦ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻴﺘﻤﺜﻮﺍ
ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ
ﻋﺎﻡ ١٩٢٢ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻛﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ .ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻟﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻋﻦ
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﻭﺍﻷﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺠﺒﺎﻳﺔ
ﺍ -ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺮﻣﻴﺤﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ :ﻣﺸﻜﻻﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ٠ ١٩٨٤ﻡ٢٦١
ﻗﺰ
ﺭﻭﻙ ﺇeﻙﺹe