Page 50 - Dilmun 22
P. 50
٠ﺍ
ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔ ًﺬ.ﻱ ﺃ
ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ)٤(.
ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺭﺅﺎﺳﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﺇﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﺃﻟﻐﻴﺖ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺃﺧﻀﻌﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ )٥(.ﻭﺧﻄﺎ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ
ﺧﻄﻮﺓ ﺃﺑﻌﺪ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖﺍﻹﺻﻻﺣﺎﺕ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻓﻔﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻧﺠﻠﻴﺰﻱ
ﻋﺎﻡ ١٩٢٦ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺗﺸﺎﺭﻟﺰ ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻢ ١٩٥٧ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ
ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ .ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻫﻮﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺳﺎﻋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ .ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺗﺸﺎﺭﻟﺰ ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔﻟﻷﻫﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺒﺴﻧﺔ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍ ً.ﺃﻣﺎ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ .ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴ ًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻻﺣﻘﺔ )٦( .ﻭﻳﺴﺘﻄﺮﺩ ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺠﺬﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﻻﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻔﺮﻗﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ
ﻓﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻭﻳﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ )٧( .ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ، )٤ﻓﺆﺍﺩ ﺇﺳﺤﻖ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ ١٩
) ٥ﻓﺆﺍﺩ ﺇﺳﺤﻖ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ،ﺻﺎ٧١
)٦ﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﺗﺸﺎﺭﻟﺰ ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ :ﺍﻟﻭﺍﻟﺴﻴﻤﺬﺮﻛﺓﺮﺍﺕ(١٩٥٧)، ٩٢٦ ١
ﺑﻴﺮﻭﺕ ٠٢٠٠٠ ،ﻣﻦ ١٨٥
) ٧ﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ ١٨٧
ﻗﺰ
ﺭeﺗﺕﺘ " ﺇﺠﻃﺺeﺺ