Page 54 - Dilmun 22
P. 54

‫ﻳﻴﺘﻨﻲ‬                                                                                       ‫ﻩ "‪ ٠‬ﺍﻡ«‬

‫ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭﻳﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻴﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬
                                                      ‫ﻭﺗﻮﺯﻉ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‪.‬‬

                                                                  ‫ﺃ) ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻐﺪﺍﺩﻳﺔ ‪،‬‬

‫»ﺎﻛﻥ ﻋﻤﺮﻱ ﺛﻻﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﺪﻠﺒﻟ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ‪ .‬ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺻﻌﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ‪ ..‬ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺏ ﺻﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ‬
‫ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ‪ .‬ﺃﺭﻛﺒﻮﻧﻲ ﺣﻤﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‪ .‬ﻛﺎﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺘﻌﺠﺐ ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻮﻛﺐ ﺃﺧﺮ‪ ،‬ﺷﻌﺮﻱ ﻗﺼﻴﺮ ﻭﻣﺴﺮﺡ ﺣﺴﺐ ﻣﻮﺿﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ‪ ،‬ﻛﺎﻥ‬
‫ﻣﻈﻬﺮﻱ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻬﻦ ﻓﺸﻌﻮﺭﻫﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺼﻞ ﺟﺪﺍﺋﻞ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻛﺒﺘﻴﻦ‪ .‬ﻭﻛﻦ‬
‫ﻳﻠﺒﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻄﺮﺯﺓ ﺑﺎﻟﺰﺭﻱ (ﺍﺐﺼﻘﻟ)‪ .‬ﻛﻦ ﻳﺤﻤﻠﻘﻦ ﺑﻌﻴﻮﻥﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻲ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻠﻬﺠﺘﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻛﺘﻤﻦ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻦ ﻭﻃﻠﺒﻦ ﻣﻨﻲ ﺑﺨﺠﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ »ﺎﺑﺮﻌﻟﻲﺑ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ‬
‫ﻔﻠﺘﺨﻣﺔ ﻋﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﺮﻄﺿﺭﺕ ﺇﻰﻟ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺃﺎﻘﺘﻟﺪﻴﻟ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﺍﻟﻐﺘﻪ‪ 2‬ﻭﻃﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤ ًﺎ ﻗﺼﺼ ًﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺑﻠﺪﻫﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﻔﻠﺘﺨ ًﻣﺎ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﻬﻻﻝ‬

           ‫ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ‪ ..‬ﻭﺍﻟﺒﻮﻥ ﺷﺎﺳﻊ ﺑﻴﻦ »ﺍﺪﻘﺘﻟﻡ« ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻻﺩ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺃﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻕ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ ﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﺮﻴﻐﺘﻳ‪ ،‬ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ‪ ..‬ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻭﺗﻨﻔﺬ ﺩﻭﻥ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﺎﻛﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‪ .‬ﻭﻛﻴﻒ‬

       ‫ﻗﺰ‬

‫‪٤‬ﻙ‪ ٦٤‬ﺇﻃﺠﻴﻊ‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59