Page 52 - Dilmun 22
P. 52

‫ﻡ ﺍ ﺍ ﺍﻭ‬

‫ﺍ‬

‫‪ ٢-‬ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪ :‬ﺗﻌﺪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺮﻕ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﺗﺄﺖﺴﺳ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﺎ‪،‬ﻡ‪ ١٩١٩‬ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻋﺎﻡ ‪ ١٩٢٨‬ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ‬
‫ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻧﺌﺖ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ »ﺎﻤﺜﻋﻥ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﻧﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺑﻻﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﺮﺽ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻗﻴﺎﻣﺘﻬﻢ ﻭﺭﺍﺡ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﺒﻮﻥ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ »ﺍﺎﻔﻟﺪﺳ« ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ‪،‬‬
‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻲﺘﻟ ﻋﺮﺿﻮﻫﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﺮﻐﻟﺍﻴﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻭﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﻧﻲ ﻭﺯﻣﻻﺅﻩ ﻓﻲ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ‬
‫ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ‪ ،‬ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻋﺎﻡ ‪ ١٩٢٨‬ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ‪ ٥٠‬ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻓﻘﻂ ﺗﻀﻤﻬﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮﻝ‪ .‬ﻭ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ .‬ﻭ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻫﺪﻭﺀ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﺘﺐ »ﺍﻮﺤﻟﺭﺍﻲﻧ« ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻻﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ‬
‫ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ »ﺪﻘﻟ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺎ‬
‫ﺃﻫﻨﺌﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﻔﺨﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﻌﺪ ﻟﻜﻢ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ » (‪ .)٩‬ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺗﺸﺎﺭﻟﺰ‬
‫ﺑﻠﺠﺮﻳﻒ ﺍﻧﻪ« ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎﻗﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻊ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻊ‬
‫ﻗﻮﻷً ﻳﺮﺩﺩﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‪ :‬ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻲ‪ .‬ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ‪:‬‬

                                     ‫ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺨﻠﻔ ًﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻥﻮﻔﻠﺨﺘﻣ« (‪.)٠١‬‬

‫ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋ(ﺎﻣﺎ‪ )٩٠٩١‬ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ (ﺍﺎﻨﻤﻟﺔﻣ) ﺃﻭﻝ‬
‫ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﻃﺎﻟﺒﺎﺗﻬﺎ ‪ ٤٠‬ﻓﺘﺎﺓ ﺃﻏﻠﺒﻬﻦ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻦ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺣﺠﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻦ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﻓﺮﺽ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺃﻳ ًﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ‬

                   ‫)‪ ٩‬ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺒﺴﺎﻡ‪ ،‬ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻭﺮﻴﺑﺕ‪١٠٢٢٦٠٠١ ،‬ﺹ‪٢٥-‬‬
                                                                       ‫)‪ ١0‬ﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪١٩١‬‬

               ‫ﻳﺮ‬

              ‫ﻙ‪ ٤‬ﻭﻭﺍﻭ‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57