Page 100 - Dilmun 21
P. 100
ﺍﻟﺤﺼﻦﺍﻹﺳﻻﻣﻲ ±ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ
ﻟﻪ ﺫﻛﺮﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻗﻠﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ 2ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ
ﺩﻗﻴﺎﻧﻮﺱ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ ،ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻌﺎ
ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﻏﺮﺏ ﻣﺴﺠﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻓﻬﻲ
ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻟﻠﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺮﻣﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻩ ﺍﻟﻰ
ﻋﻤﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺷﻤﻞ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺛﻻﺙ ﻣﺪﻥ ﻫﻲ ﻫﺠﺮ (ﺍﻹﺎﺴﺣﺀ) ﻭﺃﻭﺍﻝ (ﺍﺮﺤﺒﻟﻦﻳ) ﻭﺍﻟﺨﻂ (ﺍﻒﻴﻄﻘﻟ)
ﻛﺎﻧﺖ 2ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻱ ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻭﺏ ﻋﻨﻴﻔﺔ
ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ 2ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻒ ﺩﻯ ﺧﻮﻳﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺟﺴﻮﺭﻳﻦ
ﺑﺎﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻥ ﺍﺳﻤﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻑ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻫﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮ
ﻭﻣﻠﻔﻲ ﻟﻠﻔﺎﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻴﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻘﻞ ﻭﻧﻔﻲ ﺳﺎﺑﻮﺭ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻫﺮ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﻭﺍﻝ
ﻛﻤﺎ ﻧﻔﻲ ﺍﻷﻋﺼﻢ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻫﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﻪ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻧﺎﻭﺃﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻑ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺤﺚ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﻗﻞ »ﺮﻴﺳﺓ ﻗﺮﺍﻣﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ« ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺃﻣﺮ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﺛﺎﻧﻲ ﺯﻋﻤﺎﺋﻬﻢ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺣﺼﻦ
ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﻠﻜﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺨﻻﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺷﻦ
ﻫﺠﻮﻡ ﻣﻀﺎﺩ ﻣﻔﺎﺟﺊ ،ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﺑﻮﻃﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ 2ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﻭﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻟﺪﻭﻟﺘﻬﻢ ﻓﺄﺮﻣ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻣﻮﻗﻊ ﺣﺼﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﻌﺴﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻷﻱ ﻫﺠﻮﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﺄﺗﻲ
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺩﻯ ﺧﻮﻳﺔ ﻑ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ،ﺻﺮﻑ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻫﻤﺔ ﺳﻨﺔ 314
ﻫﺠﺮﻳﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀﻌﻠﻗﺔﻌﻴﻨﻣﺔ ﺗﺤﺴﺒ ًﺎ ﻟﻐﺰﻭ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕﻹﻃﻻﻋﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ
ﺑﻤﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ.
٩٦ﺃﺗﺠﺺ