Page 9 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 9

‫بن الخطاب الجابية منن أعمنال دمشنق‪ .‬وفني تلنك المرحلنة طلنب عمنرو بنن العناص منن‬
‫الخليفنة عمنر أن ينأذن لنه فني فنتح مصنر ‪ ،‬فقنال لنه أئنذن لني فني السنير إلنى مصنر ‪،‬‬

 ‫وأوضح له أنها أكثر الأرض أموالاً ‪ ،‬وإنك إن فتحتها كانت قوة المسلمين وعونناً لهنم‬
‫ويبدو أن عمرو بن العاص – وهو القائد الذكي – خشي أن يؤدي بقناء مصنر فني أيندي‬
‫الروم إلى تهديد مركز العرب الجديد في بلاد الشام ‪ ،‬إذ لابد للعرب من تنأمين فتوحناتهم‬
‫الجديدة في الشام ضد أي هجوم يأتي من مصر ‪ ،‬وخاصة بعد أن لجأ حاكم بيت المقدس‬
‫البيزنطي إلى مصر حيث أخذ يجمع الجند ويحشند الحشنود تمهينداً لاسنترداد بنلاد الشنام‬

                                                                       ‫من العرب‪.‬‬
‫ولكن الخليفة عمر بن الخطاب تردد في الإجابنة علنى عمنرو بنن العناص ‪ ،‬إذ خشني‬
‫أن يفتح المسلمون جبهة جديدة في مصر قبل أن تتوطد أقدامهم في الشنام‪ .‬هنذا إلنى أن‬
‫توسع العرب السريع في بلاد حوض البحر المتوسنط كنان يتطلنب أسنطولاً كبينراً للندفاع‬
‫عن شواطئ البلاد التي استقروا فيها ضد هجمات النروم ‪ ،‬فني الوقنت النذي كنان العنرب‬
‫مازالوا يهابون ركوب البحر‪ .‬وربما خشي الخليفة عمر توزينع قنوى الجنيش الإسنلامي‬
‫بين فارس والعراق والشام ومصر ‪ ،‬وخاصة أن عمرو بنن العناص طلنب جيشناً يتنراوح‬
‫عدده بين ثلاثة آلاف وخمسمائة ‪ ،‬وأربعة آلاف مقاتل ليفتح به مصر ‪ ،‬الأمر الذي جعل‬
‫الخليفة يطلب مهلة منن الوقنت ليتندبر الأمنر ويقطنع فينه بنرأي حاسنم‪ .‬علنى أن الخليفنة‬
‫عمر بن الخطاب نفسه سنرعان منا أدرك مندى الخطنر النذي يتعنرض لنه المسنلمون فني‬
‫الشام إذا ظلت مصر في أيدي الروم ‪ ،‬فسمح لعمرو ابن العناص بفنتح مصنر ‪ ،‬وعقند لنه‬
‫علنى أربعنة آلاف رجنل‪ .‬وثمنة قصنة متنواترة فني بعن مصنادر التناريخ لا نسنتطيع أن‬
‫نقطع بصحتها ‪ ،‬وخلاصتها أن الخليفة عمر بنن الخطناب قنال لعمنرو بنن العناص عنندما‬
‫أذن له بالمسير لفتح مصر إني مرسل إليك كتاباً ‪ ،‬فإن أدركك وأمرتك فيه بالانصراف‬
‫عنن مصنر قبنل أن تندخلها أو شنيهاً منن أرضنها فانصنرف ‪ ،‬وإن دخلتهنا قبنل أن يأتينك‬
‫كتابي فاقصد لوجهك واستعن بالله واستنصنره ‪ .‬ولمنا وصنل كتناب الخليفنة إلنى عمنرو‬
‫وهو برفح رف أن يستلمه من الرسول حتى قارب العنريش ‪ ،‬ليضنمن أننه دخنل أرض‬

         ‫مصر‪ ،‬وعندئذ قرأ كتاب الخليفة على الجند ومضى في سبيله إلى داخل البلاد‪.‬‬

                                               ‫‪9‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14