Page 10 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 10

‫حال مصر والمصريين قبل وأثناء الفتح الإسلامى(‪)2‬‬
                  ‫‪.............................................‬‬

‫وفي تلنك الأثنناء كاننت أحنوال مصنر فني العصنر البيزنطني قند بلغنت حنداً كبينراً منن‬
‫السنوء‪ .‬ذلنك أن الحالنة الاقتصنادية سناءت بسنبب قسنوة عنبء الضنرائب منن ناحيننة‬
‫والتمادي في نظام الوظنائف يينر المنأجورة منن ناحينة أخنرى‪ .‬وقند أدى ذلنك إلنى فنرار‬
‫كثير من صغار الزراع من أراضيهم حتى كادت تختفي في القرن السادس للمنيلاد طبقنة‬
‫صنغار المنلاك النزراعيين‪ .‬هنذا إلنى أن تنناق صنغار المنلاك النزراعيين ترتنب علينه‬
‫اسنتيلاء كبنار المنلاك علنى أراضنيهم الأمنر النذي أدى إلنى خلنل كبينر فني مينزان القنوى‬

      ‫الاجتماعية ‪ ،‬فضلاً عن عجز الحكومة عن مواجهة نفوذ كبار الملاك الزراعيين‪.‬‬
‫وزاد من متاعب المصريين أن الرومان اعتبروهم دائماً الطبقة السفلى في المجتمع‬
‫التي تأتي بعد الرومان واليونان وحتى اليهود ‪ ،‬ففرضوا عليهم أشد الالتزامات قسنوة ‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه حرموهم من أبسط الحقوق الاجتماعية‪ .‬ومع ذلك فقد ظنل المصنريون‬
‫متمسنكين بقندر كبينر منن عناداتهم ونظمهنم ‪ ،‬وثقنافتهم القديمنة‪ .‬وربمنا أدى إحساسنهم‬
‫بسنوء وضنعهم إلنى تماسنكهم وتنرابطهم ‪ ،‬فضنلاً عنن تمسنكهم وحرصنهم علنى تنراثهم‬

                                                    ‫وأصولهم الفكرية والاجتماعية‪.‬‬
‫وكان أن وجد المصريون فني المسنيحية محنوراً روحيناً كبينراً يلتفنون حولنه لتنوقظ‬
‫فننيهم شننعورهم القننومي ‪ ،‬وتبننرز شخصننيتهم وترفننع روحهننم المعنويننة ‪ ،‬فعبننروا عننن‬
‫حماستهم الدينية التي اشتهروا بها منذ أقدم العصور تعبيراً صادقاً فني ظنل المسنيحية ‪،‬‬
‫وأقبلنوا علنى هنذه الدياننة الجديندة إقبنالاً يتفنق منع وصنف هينرودوت لهنم بنأنهم قنوم‬
‫يخنافون الله ‪ ،‬ولنم يبنالوا بالاضنطهاد العنينف النذي بلنذ ذروتنه علنى عصنر الإمبراطنور‬
‫دقلديانوس (‪305 – 284‬م)‪ .‬ولكن المصريين تحملوا ذلنك الاضنطهاد بننفس الشنجاعة‬
‫التني يواجنه بهنا كنل منؤمن جبنروت الطغناة ‪ ،‬فنأطلقوا علنى الفتنرة الأخينرة منن حكنم‬
‫دقلنديانوس اسنم عصنر الشنهداء‪ .‬واختناروا سننة ولايتنه الحكنم – وهني سننة ‪284‬م –‬
‫بداية التقويم القبطي ‪ ،‬إشارة لما عاناه الأقباط منذ تلك السنة المشهومة من أذى وظلنم‪.‬‬
‫وتحت نير الاضطهاد الديني من ناحية ‪ ،‬وفي ظل المقارنة بين مثل المسنيحية ومبادئهنا‬

       ‫(‪ )2‬د‪ .‬سيدة إسماعيل كاشف ‪ :‬مصر في عصر الولاة من الفتح العربي إلى قيام‬

       ‫الدولة الطولونينة – رقنم ‪ 14‬منن سلسنلة تناريخ المصنريين – الهيهنة المصنرية‬

                               ‫العامة للكتاب – القاهرة عام ‪1988‬م‪ ،‬ص ‪. 22 -13‬‬

                                              ‫‪10‬‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15