Page 12 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 12
على أنه إذا كان هرقل قد نجح في طرد الفرس من مصر ،فإنه لنم يننجح فني إيجناد
حنل للمشنكلة الكبنرى التني اعترضنت سنبيل العلاقنة بنين مصنر والقسنطنطينية ،وهني
المشكلة التي كان سببها إصرار الكنيسة المصرية فني التمسنك بالمنذهب الموننوفيزيتي
حتى اتخذ المصريون لأنفسهم لقنب الأرثنوذكس – بمعننى أصنحاب العقيندة الصنحيحة –
في الوقت الذي اختارت كنيسة القسطنطينية مذهب الطبيعتين وحرصت عليه .وكنان أن
وضع هرقل صيغة للتوفيق بين قرارات مجمع خلقدونية والمذهب المونوفيزيتي ،دون
أن يحسب حسناباً لعنناد المصنريين ،ومنا قند يترتنب علنى رفضنهم صنيغة التوفينق التني
وضنننعها الإمبراطنننور منننن مشننناكل تهننندد بقطنننع الخنننيط النننواهي النننذي ينننربط مصنننر
بالقسطنطينية .وأدى عناد الإمبراطور هرقنل بنه إلنى أننه أرسنل إلنى مصنر سننة 631م
حاكمناً يجمنع فني قبضنته بنين الزعنامتين الدينينة والسياسنية ،بمعننى أن يكنون حاكمناً
إدارياً على مصر من قبل الإمبراطور ،وفي نفس الوقت بطريركاً ورئيساً لكنسيتها.
أما هذا الرجل فكان قينرس – Cyrusالنذي عرفنه كتناب العنرب باسنم المقنوقس –
وقد اشتهر بالصلابة والبعد عن المروننة والمينل إلنى العننف ،الأمنر النذي ضناعف منن
سنوء الأوضناع فني مصنر علنى عهنده .ويبندو أن المصنريين أحسنوا بمنا ينتظنرهم منن
اضطهاد علنى يند الحناكم البيزنطني الجديند ،فنلاذ بطرينرك الأقبناط بنينامين بنالفرار منن
الإسكندرية قبل وصول المقوقس إليها ،واتجه البطريرك إلى وادي النطنرون ومننه فنر
إلى طيبة بالصعيد .ولم يخطئ المصريون في ظنهم ،إذ تطرف قيرس – أو المقوقس –
فني اضنطهادهم لحملهنم علنى التخلني عنن منذهب الطبيعنة الواحندة ،وبلنذ بنه الأمنر أن
قنب علنى الأب ميننا – شنقيق البطرينرك بنينامين – وأمنر بننزع أسننانه وكني جسنمه
بالنار ليجبنره علنى التخلني عنن مذهبنه الموننوفيزيتي .ولمنا ازداد الرجنل إصنراراً علنى
التمسنك بعقيدتنه وضنع فني جنوال ملنئ بنالتراب وألقنى بنه فني البحر.وكاننت النتيجنة
الطبيعية لذلك الاضطهاد أن ازداد المصريون كرهناً للحكنم البيزنطني واشنتد عنداههم لنه
وريبتهم في التخل منه ،وهكذا دارت الأحداث في مصر في الوقت النذي أخنذ عمنرو
بن العاص يشق طريقه عبر الصحراء الشرقية في طريقه إلى الدلتا.
12