Page 16 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 16
حصار المسلمين لمسكندرية واشتدت مقاومة البيزنطيين داخلها ،حتى لقد انتاب القلق
الخليفة عمنر بنن الخطناب ،فأرسنل إلنى عمنرو بنن العناص يلومنه ويسنتحثه .وأخينراً –
وبعند حنوادث مليهنة بالتفصنيلات – أدرك المقنوقس منرة أخنرى تعنذر الاسنتمرار فنني
المقاومننة ،فننتم إبننرام معاهنندة الإسننكندرية فنني نننوفمبر سنننة21هننـ 642 /م .وأهننم
شنروطها أن يندفع كنل منن فرضنت علينه الجزينة ديننارين سننوياً ،وأن تعقند هدننة بنين
الطرفين لمدة أحد عشر شهراً تجلو خلالها الحامينة البيزنطينة ومعهنا أموالهنا وعتادهنا
عنن المديننة ،بشنرط ألا يحناول النروم العنودة إلنى المديننة منرة أخنرى .أمنا العنرب فقند
تعهدوا من جانبهم بعندم التندخل فني شنهون المسنيحيين وعندم الاسنتيلاء علنى كنائسنهم
فضلاً عن السماح لليهود بالإقامة في الإسكندرية.
وجدير بالذكر أن عمرو بن العاص لم يغفل أمر داخلية البلاد أثنناء انشنغاله بحصنار
بابليون والإسكندرية .ففي أثناء حصار حصنن بنابليون – وقبنل وصنول الإمندادات التني
طلبها عمرو بن العناص منن الخليفنة – ينزا عمنرو بنن العناص إقلنيم الفينوم فني صنيف
سنة19هنـ 640 /م .وقبنل أن يستسنلم حصنن بنابليون نفسنه ،قنام العنرب بغنزو إقلنيم
وسنط الندلتا حتنى مننوف الحالينة .وعنندما طنال حصنار الإسنكندرية ،شنغل عمنرو بنن
العاص نفسه بغزو أقاليم دمنهور وسخا كما أويل في وسط الدلتا.
وكان من الطبيعي أن تكون الخطوة التالية أمام عمرو بن العاص بعد استيلائه على
الإسكندرية هي إحكام السيطرة على بقية أنحاء البلاد ،بحيث لم تنته سنة25هنـ646 /
م حتى كانت مصر بأكملها قند صنارت فني قبضنة المسنلمين ،فضنلاً عنن فنتح برقنة منن
ناحية وعقد اتفاقية البقط مع النوبة من ناحية أخرى ،لتنأمين حندود مصنر منن نناحيتي
الغرب والجنوب.
وإذا كانت الإمبراطورية البيزنطينة لنم تنرض عنن ضنياع مصنر ،وقامنت بنأكثر منن
محاولة لاستردادها من الفاتحين العرب ،فإن هذه المحاولات باءت جميعاً بالفشل.
ولا يخفى علينا أن الصراع بين الروم والعرب إنما كان في حقيقة أمنره بنين قنوتين
،إحننداها متداعيننة اعتراهننا الضننعف والننوهن وصننارت أكثننر ارتباطنناً بالماضنني منهننا
بالمستقبل ،والأخرى فتية شابة تعمل في ظل سياج منيع منن المثنل الحينة ،فهني أكثنر
ارتباطاً بالمستقبل منها بالماضي.
16