Page 21 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 21

‫الصراع بين على ومعاوية‬
                           ‫‪.......................‬‬

‫على أن مقتل ثالث الخلفاء الراشدين على تلنك الصنورة كنان لنه رد فعنل عمينق فني‬
‫العالم الإسلامي ‪ ،‬إذ اشتد الخلاف بين على بن أبي طالب الذي بويع بالخلافنة بعند مقتنل‬
‫عثمان ‪ ،‬وبين معاوية بن أبي سفيان والي بلاد الشام من قبل عثمان بن عفنان‪ .‬ويعنيننا‬
‫من أمر هذا النزاع المتداخل الحلقات أنه أدى إلى نوع من الفوضى والنزاع في مصنر ‪،‬‬
‫فايتصب محمد بن أبي حذيفة ولاية مصر لنفسه وملكها من يير ولاية من خليفة ‪،‬‬
‫في الوقت الذي اشتد القتال في البلاد بين شيعة عثمان المطالبين بدمه وشيعة علنى بنن‬

                                                                        ‫أبي طالب‪.‬‬

‫وظهر من القتال الذي شهدته مصر في تلك الآونة بين شيعة عثمان وشيعة علنى ‪،‬‬
‫أن النصر كان في جانب الفريق الأول ‪ ،‬الأمر النذي شنجع معاوينة بنن أبني سنفيان علنى‬
‫القدوم إلى مصر سننة ‪ 36‬هنـ ‪656 /‬م‪ .‬وعنندما تصندى محمند بنن أبني حذيفنة لمعاوينة‬
‫ومنعه من دخول مصر ‪ ،‬لم يلجأ معاوية إلى استخدام العنف لشق طريقنه داخنل النبلاد ‪،‬‬
‫وإنما نادى بأنه حضر للانتقام من قتلنة عثمنان وعلنى رأسنهم عبند النرحمن بنن عنديس‬
‫وكنانة بن بشر ‪ ،‬اللذين تزعما الوفد المصري الذي قتل عثمان في المدينة‪ .‬وفي الوقنت‬
‫نفسه استعمل معاوينة مهارتنه السياسنية فني القضناء علنى الحنزب العلنوي فني مصنر ‪،‬‬

                                ‫وعلى رأسه ابن أبي حذيفة نفسه الذي قتل بعد قليل‪.‬‬

‫ولما علم على بن أبي طالب بمقتل ابن أبي حذيفة ‪ ،‬عين بدله في ولاية مصر قنيس‬
‫بن سعد بن عبادة الأنصاري ‪ ،‬وكان عنده رأي ومعرفة ودهاء ‪ ،‬فاستمال شنيعة عثمنان‬
‫فني مصنر ورد علنيهم أرزاقهنم ‪ ،‬وقندموا علينه بمصنر فنأكرمهم وأنعنم علنيهم ‪ .‬ولنم‬
‫ينرض معاوينة بنن أبني سنفيان وعمنرو بنن العناص عنن ذلنك الوضنع وإجتهندوا كثينراً‬
‫ليخرجاه منها فلم يقدرا على ذلك ‪ ،‬فدبرا حيلة لميقاع بين على بن أبي طالنب وقنيس‪.‬‬
‫ونجحت الحيلة ‪ ،‬وتم عزل قيس عن ولاية مصر ليحل محله الأشنتر النخعني واليناً علنى‬
‫مصر من قبل على ابن أبي طالب‪ .‬وكان الأشتر من كبار القواد المشهود لهم بالشنجاعة‬
‫والبأس ‪ ،‬فتخوف معاوية من تعيينه والياً على مصر وعظم ذلك لديه ‪ ،‬فدبر مؤامرة‬

              ‫لقتله على حدود مصر ‪ ،‬ونجحت المؤامرة ‪ ،‬إذ مات مسموماً عند القلزم‪.‬‬

‫وقد وصنفت المراجنع محمند بنن أبني بكنر ‪ ،‬النذي ولني مصنر سننة ‪ 37‬هنـ ‪657 /‬م‬
‫بانه كنان سنيئ التندبير ‪ ،‬ففتنك بالمصنريين وهندم دور شنيعة عثمنان بنن عفنان ونهنب‬
‫دورهنم وأمننوالهم وهتننك ذراريهننم وكننان أن اسنتغل معاويننة ابننن أبنني سننفيان حالننة‬
‫الفوضى التي وقعنت فيهنا مصنر وأرسنل جيشناً سننة ‪ 38‬هنـ ‪658 /‬م بقينادة عمنرو بنن‬

                            ‫العاص ‪ ،‬وانتهى الأمر بهزيمة محمد بن أبي بكر ومقتله‪.‬‬

                                              ‫‪21‬‬
   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26