Page 20 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 20

‫بالتشيع لعلي بن أبي طالب‪ ،‬وأخذ يستميل بع كبار الصحابة إلى جانبه ‪ ،‬وخاصة بعد‬
‫أن استقر له المقام في مصر عقنب أن طناف بالحجناز والبصنرة والكوفنة والشنام‪ .‬وكنان‬
‫ابن سبأ يحاول بذر بذور الفتنة في كل مركز من هذه المراكز حتى يكتشف أمره ويطرد‬

                                                        ‫‪ ،‬فينتقل إلى المركز التالي‪.‬‬

‫وفي مصر بالذات وجد أن ابن سنبأ عوامنل كثينرة مسناعدة أدت إلنى اسنتياء النناس‬
‫من عثمان ‪ ،‬وقريبه عبد الله بن سعد بن أبي سرح عاملنه علنى مصنر‪ .‬وقند اسنتغل عبند‬
‫الله بن سبأ فرصة انشغال عبد الله بن سعد بن أبني سنرح بحروبنه الخارجينة فني النوبنة‬
‫وإفريقية ‪ ،‬فضنلاً عنن الحنرب البحرينة ضند النروم ‪ ،‬وأخنذ يحكنم خطتنه لتوحيند برننامج‬
‫العمل بنين أهنل مصنر والبصنرة والكوفنة ‪ ،‬بحينث كاننت الزعامنة فني تلنك الحركنة لأهنل‬
‫مصر‪ .‬وتم الاتفاق على أن يخرج من كل قطر من هذه الأقطار وفد كبير على أن تتلاقنى‬

                                                            ‫هذه الوفود في المدينة‪.‬‬

‫وفي تلك الأثناء كان أهنل مصنر قند انتهنزوا فرصنة سنفر عبند الله بنن سنعد بنن أبني‬
‫سنرح منن مصنر سننة ‪ 35‬هنـ ‪655 /‬م لمقابلنة الخليفنة عثمنان فني المديننة ‪ ،‬وأعلننوا‬
‫الثورة وطردوا خليفة ابن أبي سرح منن الفسنطاط‪ .‬وعنندما سنمع الخليفنة عثمنان بنذلك‬
‫حنناول عننلاج الموقننف علاجنناً هادئنناً ‪ ،‬فأرسننل سننعد بننن أبنني وقنناص لمحاولننة تهدئننة‬
‫المصريين‪ .‬ولكن أهل مصر رفضوا السماح له بدخول البلاد ‪ ،‬وكذلك فعلوا منع عبند الله‬
‫بن سعد بن أبي سرح نفسه ‪ ،‬وبادروا بإرسال وفندهم إلنى المديننة لمقابلنة بقينة الوفنود‬
‫الممثلة للثورة ضد الخليفة‪ .‬ويقال أن الخليفة عثمان أحسن مقابلة وفند مصنر ‪ ،‬وأجناب‬
‫الوفد إلى مطالبه ‪ ،‬فشرع أهل مصر في العنودة إلنى بلادهنم‪ .‬ولكنن حندث أثنناء طنريقهم‬
‫إلى مصر أن اشتبهوا في شخ يتعرض لهم تارة ويفارقهم أخنرى ‪ ،‬ففتشنوه فنإذا هنو‬
‫يحمل كتاباً عن لسان عثمان وعليه خاتمه إلى عامله على مصر ‪ ،‬يأمره بقتل ذلك النفر‬
‫وصلبهم‪ .‬وكان أن عاد أعضاء الوفد مرة أخرى إلنى المديننة وواجهنوا عثمنان بكتابنه ‪،‬‬
‫فأنكره وأقسم على أننه بنر مننه‪ .‬ولمنا تبنين لهنم أن النذي بعنث بالخطناب المنذكور هنو‬
‫مروان بن عبد الحكم طلبوا من عثمان أن يسنلمهم منروان ليقتلنوه ‪ ،‬فنأبى عثمنان ذلنك‪.‬‬
‫وهكذا انتهى الأمر بمحاصرة عثمان في داره اثنين وعشرين يوماً ‪ ،‬حتى اقتحمنوا داره‬

       ‫وقتلوه سنة ‪ 35‬هـ ‪655/‬م فكانت هذه أول فتنة ‪ ،‬أو الفتنة الكبرى في الإسلام‪.‬‬

‫وبعند مقتنل عثمنان ‪ ،‬عناد وفند مصنر إلنى بنلاده ويبندو أنهنم أحسنوا بسنوء فعلهنم‬
‫وخشوا عاقبة يدرهم ‪ ،‬فنادوا عنند دخنولهم المسنجد العتينق بالفسنطاط إننا لسننا قتلنة‬

                                                            ‫عثمان ولكن الله قتله ‪.‬‬

                                              ‫‪20‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25