Page 15 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 15
أولهمننا :أن تتننرك حريننة الاختيننار للننروم فنني مصننر بننين قبننول شننروط الصننلح أو
الخروج من أرض مصر.
ثانيهما :أن تبقى الكلمة الأخيرة في الصلح لممبراطور هرقل ،فإن رفضه كنانوا
جميعاً إلى ما كانوا علينه أي عنادوا إلنى القتنال .ويُفهنم منن هنذا كلنه أن قنبط مصنر قند
أصبح أمرهم مفروياً منه بمقتضى الصلح السابق ،وأنه إذا كانت هناك مساومات بنين
الطنرفين المتننازعين ،فنإن هنذه المسناومات كاننت تندور فقنط حنول مصنير النروم أو
الجالية البيزنطية الموجودة بمصر.
وكان على عمرو بن العاص بعد ذلك أن يسيطر على الإسكندرية ،كبرى مدن البلاد
وعاصمة مصر منذ أيام البطالمة ،والمركز الأول للنشاط السياسي والاقتصادي
والثقافي في مصر طوال عصري البطالمة والرومان .وفي تلك الأثناء كان هرقل قد رد
على المقوقس في مصر يؤنبه ويقول له إنك رضيت أن تكون أنت ومن معك من
الروم في حال القبط أذلاء ،فقاتلهم أنت ومن معك من الروم حتى تموت أو تظهر
عليهم .ولكن المقوقس لم يعبأ بهرقل ،وأخبر عمرو بن العاص بأن القبط موفون له
ما صالحهم عليه )4( .وعندئذ طلب عمرو من المقوقس أن يضمن له الجسور ويقيم له
الأنزال والضيافة في طريقه إلى الإسكندرية ،فتعهد المقوقس بذلك ،وبذلك صارت
لهم القبط أعواناً كما جاء في الحديث .
على أن الموقف اختلف بالنسبة لمسكندرية عننه بالنسنبة لحصنن بنابليون .ذلنك أن
الإسكندرية مدينة بحرية قبل كل شئ يحتاج حصارها إلى أسنطول يحنيط بهنا منن ناحينة
البحر ،في الوقنت النذي كنان العنرب فني ذلنك الندور يجهلنون شنهون البحنر بنل يخنافون
ركوبنه .هنذا إلنى أن وضنع الإسنكندرية علنى شناطئ البحنر كنان يجعلهنا سنهلة الاتصنال
بالقسطنطينية مما يجعل في الإمكان إمدادها بالرجال والعتاد والمنؤن لتسنتطيع الصنمود
في عناد .وقد أدرك النروم أن الإسنكندرية – ولنيس حصنن بنابليون – هني مفتناح مصنر
الحقيقي ،فحشدوا فيهنا قنواهم ،بنل لقند اسنتعد الإمبراطنور هرقنل للخنروج بنفسنه إلنى
الإسكندرية للدفاع عنها ،لولا أن دهمه الموت في أوائل سنة20هـ641 /م وهكذا طنال
( )4د .سنيدة إسنماعيل كاشنف :مصنر الإسنلامية وأهنل الذمنة ،رقنم 57منن
سلسننلة تنناريخ المصننريين ،الهيهننة المصننرية العامننة للكتنناب 1993 ،م ،ص
( ، 123 -101بإختصار ) .
15