Page 11 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 11

‫الكريمة وبين ما كان عليه المجتمع الروماني من فساد منن ناحينة أخنرى ‪ ،‬اختنار كثينر‬
‫من الأقباط الفرار إلى الصحراء وأمناكن العزلنة النائينة ‪ ،‬لينقطعنوا لعبناده النرب بعيندين‬
‫عن فساد المجتمنع الحضنري ‪ ،‬فضنلاً عنن تجننب قسنوة الحكنام ويلظنتهم‪ .‬وهكنذا كاننت‬
‫مصر أول بلد في العالم شهد مولد حياة الرهبانية والديرية وأسهم بهنذه الحيناة الجديندة‬

                                     ‫إسهاماً خطيراً في تاريخ المسيحية وحضارتها‪.‬‬

‫ولنم تهندأ موجنة الاضنطهاد ضند المسنيحيين عمومناً وأقبناط مصنر بوجنه خناص إلا‬
‫عندما اعترف الإمبراطور قسنطنطين الكبينر بالمسنيحية سننة ‪313‬م ‪ ،‬وأصندر فني تلنك‬
‫السننة مرسنوم منيلان الشنهير النذي أطلنق حرينة العقيندة للمسنيحيين‪ .‬ولكنن حتنى منع‬
‫انتشار المسيحية في العالم الروماني ‪ ،‬ثم اعتبارها الديانة الرسنمية لممبراطورينة مننذ‬
‫عهد الإمبراطور ثيودسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع ‪ ،‬فنإن أبناطرة القسنطنطينية‬
‫اختناروا ألا يتركنوا أقبناط مصنر يتمتعنون بحرينة العقيندة وحنق التعبينر عنن رأيهنم فني‬
‫تفسير الآراء المتعلقة بالمسيحية‪ .‬ذلك أنه حدث حوالي منتصف القرن الخامس للمنيلاد‬
‫أن اشتد الخلاف في المعسكر المسيحي حول تفسير طبيعنة المسنيح ‪ ،‬فقنال النبع بنأن‬
‫للمسيح طبيعة واحدة ‪ ،‬هنذا هنو المنذهب الموننوفيزيتي ‪ ،‬فني حنين قنال فرينق آخنر بنأن‬

            ‫للمسيح طبيعتان إحداها إلهية والأخرى بشرية وهذا هو المذهب الملكاني‪.‬‬

‫وكان أن أجمع المصريون على اعتنناق منذهب الطبيعنة الواحندة ‪ ،‬فني الوقنت النذي‬
‫قنننرر مجمنننع خلقدونينننة النننديني سننننة ‪ 451‬م – النننذي عقننند تحنننت إشنننراف السنننلطة‬
‫الإمبراطوريننة – الأخننذ بمننذهب الطبيعتننين‪ .‬وقنند اتخننذ تمسننك المصننريين بالمننذهب‬
‫الموننوفيزيتي طابعناً قوميناً ‪ ،‬الأمنر النذي عرضنهم لموجنة اضنطهاد عنيفنة منن جاننب‬
‫الأبناطرة البينزنطيين‪ .‬وهكنذا شنهدت مصنر فني أواخنر القنرن السنادس وأوائنل القنرن‬
‫السنابع للمنيلاد ثنورات عنيفنة ‪ ،‬ممنا ضناعف منن سنوء الأحنوال الاقتصنادية فني النبلاد‪.‬‬
‫وبلذ من قسوة الاضطهادات التي تعرض لهنا أقبناط مصنر فني ذلنك الندور أن كنان يلقني‬

       ‫بهم أحياناً في مواقد الحمامات العامة لتكون لحومهم وعظامهم وقوداً لنيرانها‪.‬‬

‫وكنان أن اسنتغل كسنرى الثناني فرصنة اضنطراب الإمبراطورينة البيزنطينة ‪ ،‬فغنزا‬
‫الفرس أراضيها سنة ‪616‬م واستولوا على مصر ومندنها منن الإسنكندرية شنمالاً حتنى‬
‫أسوان جنوبناً‪ .‬وعلنى النريم ممنا قاسناه المصنريون منن قسنوة النروم فنإنهم لنم يرحبنوا‬
‫بالفرس‪ .‬ولم يروا فيهم المخل الكفيل برفع الظلم عن كواهلهم‪ .‬ولعل الغنزو الفارسني‬
‫لمصنر ‪ ،‬ومنا تعرضنت لنه النبلاد والعبناد علنى أينديهم منن خنراب وعنذاب كنان ممنا زاد‬
‫أوضاع مصر عندئذ سوءاً على سنوء ‪ ،‬حتنى انتهنى الأمنر بنأن نجنح الإمبراطنور هرقنل‬

                 ‫سنة ‪629‬م في طرد الفرس من آسيا الصغرى والشام ومصر جميعاً‪.‬‬

                                              ‫‪11‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16