Page 18 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 18
انتشار الإسلام واللغة العربية
.............................
ترتب على حركة الفتوح الإسلامية سرعة انتشار الديانة الإسنلامية وتغلنب اللسنان
العربي على بلاد العراق والشام ومصر وشمال أفريقية .وكان أن تألمت الكنيسة عنندما
وجدت أن بلاداً مثل مصر ارتبط بها التاريخ الأول للمسيحية ،وكانت مسرحاً لكثير منن
الأحنداث التني صنحبت ظهنور المسنيحية ونشنأتها وانتشنارها ،فنإذا بأهلهنا يتحولنون
بسرعة إلى الإسلام ،بعند أن كنانوا يمثلنون دعامنة أساسنية أسنهمت برجالهنا وأفكارهنا
ونظمها في تطوير الحضارة المسيحية.
ولم تجد الكنيسة مبرراً لذلك التحول الخطير ،فراحت تدعي أن الإسنلام إنمنا انتشنر
بحد السيف ،وأن العرب المسلمين فرضوا عقيندتهم فرضناً علنى أهنل النبلاد المفتوحنة.
ولنو كنان أولهنك النذين اختلقنوا هنذه الأقنوال يعلمنون شنيهاً عنن روح الإسنلام لعلمنوا أن
القنرآن ننادى بنأن لا إكنراه فني الندين ،وأمنر بالإقنناع الهناد ،والندعوة إلنى سنبيل الله
بالحكمة والموعظنة الحسننة ،والجندال بنالتي هني أحسنن فنإن أسنلموا فقند اهتندوا ،
وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد .ويقول المؤرخ الإنجلينزي المسنيحي
بيكر أن كافة الوثائق المعاصرة تثبت أن العرب تسامحوا مع أهالي البلاد المفتوحة ولنم
يفرضوا عليهم ديانتهم .وإذا كانت هناك ظاهرة انتشرت بقوة السلاح فهذه الظاهرة هي
سيطرة العرب السياسية وليست عقيدة العرب الدينية.
وفيما يتعلق بمصر بالذات فإن الكنيسنة فني العصنور الوسنطى نسنيت مالاقناه أقبناط
مصنر منن اضنطهاد قبنل اعتنراف الإمبراطورينة الرومانينة بالمسنيحية سننة 313م بنل
وبعد الاعتراف بها ،لقد نسي هؤلاء أن أقباط مصر في العصر البيزنطي كان يلقى بهنم
في البحر لرفضهم الاستجابة لمذهب الإمبراطورية ،وإن كثيرين منهم فروا إلنى جنوف
الصنحراء ،وعلنى رأسنهم بطرينرك الأقبناط بنينامين النذي فنر منن وجنه المقنوقس قبينل
الفتح العربي وظنل مختبنأ فني الصنعيد نحنواً منن ثنلاث عشنرة سننة ريبنة فني الاحتفناظ
بعقيدته الديني
18