Page 23 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 23

‫مقراً له‪ .‬وكان أن بايع الناس الخليفة مروان ‪ ،‬ما عندا ثمنانين رجنلاً تمسنكوا ببيعنة ابنن‬
‫الزبير فقتلهم‪ .‬وبعد أن أقام مروان شهرين في مصنر ‪ ،‬يادرهنا إلنى الشنام بعند أن ولنى‬

                                                            ‫عليها ابنه عبد العزيز‪.‬‬

                      ‫النزاع بين اليمنية والمضرية‬
                   ‫‪...........................................‬‬

‫وثمنة عامنل هنام منن عوامنل ضنعف الدولنة الأموينة ‪ ،‬تنرك أثنراً خطينراً فني أحنوال‬
‫مصر في ذلك العصر‪ ،‬هو ظهور روح العصبية بين عرب الشمال وعنرب الجننوب – أو‬
‫بنين مصنر والنيمن – وتحولنت هنذه النروح إلنى عنداء سنافر خطينر ‪ ،‬وقند اشنتدت هنذه‬
‫الفتنة في عهد الخليفة يزيد بنن عبند الملنك ‪ ،‬حتنى ولنى الخلافنة منروان بنن محمند آخنر‬
‫الخلفاء الأمويين في المشرق ‪ ،‬فتطرف في محالفة المضرية ضند اليمنينة ‪ ،‬الأمنر النذي‬

                                                            ‫أثار اليمنيين في مصر‪.‬‬
‫ولم يستطع مروان بن محمد التغلب علنى الموقنف العندائي النذي اتخنذه المصنريون‬
‫منه إلا بعد أن أرسل جيشاً كبيراً بقيادة حوثرة بن سهيل الباهلي الذي ولاه على مصر ‪،‬‬
‫وتمكن حوثرة بفضل جيشه القوي من القب علنى اليمنينة فني النبلاد – وعلنى رأسنهم‬
‫حف بن الوليد نفسه – وقتلهم جميعناً سننة ‪ 128‬هنـ ‪746 /‬م‪ .‬وينروي أبنو المحاسنن‬
‫أن حوثرة بعث في طلب رهساء مصنر ف ُجمعنوا لنه ‪ ،‬فضنرب أعنناقهم وفينه رجناء بنن‬

                                             ‫الأشيم الحميري من كبار المصريين ‪.‬‬
‫ويثبت التاريخ دائماً أنه إذا نجح العنف في خلق جو من الهدوء ‪ ،‬فإنه هدوءاً يخفي‬
‫تحته ناراً تضطرم‪ .‬ولم يلبث المصريون واليمنيون أن عبروا عن استيائهم منن الخليفنة‬

              ‫مروان بن محمد عندما فر الأخير إلى مصر من وجه أعدائه بني العباس‬

‫مصر حيث يلتقي الوجهين القبلي والبحري وقد كلف عمرو بن العاص لتخطيط‬
‫مدينة الفسطاط وبنائها أربعة من رجاله وهم معاوية بن خديج وشريك بن سمى‬

                                          ‫وعمرو بن قحزم وجبريل بن ناشرة ‪.‬‬
                                    ‫للمزيد عن مدينة الفسطاط راجع ما يلي‪:‬‬
               ‫‪ -‬د‪ .‬الفريد ج ‪.‬بتلر ‪ :‬فتح العرب لمصر ‪ ،‬ص ‪. 447 ، 446‬‬
                           ‫‪ -‬ابن كثير ‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪110‬‬
     ‫‪ -‬د‪ .‬عبد الرحمن زكي ‪ :‬الفسطاط وضاحيتاها العسكر والقطائع ‪ ،‬ص ‪5‬‬

                                              ‫‪23‬‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28