Page 25 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 25

‫عامله على مصر – وهو عبد الرحمن بن خالند – لأن دعناة بنني العبناس أرسنلوا إلينه‬
‫سراً فأكرمهم ووعدهم ‪ ،‬فبلذ ذلنك هشناماً فعزلنه ‪ .‬وإذا كاننت مصنادر التناريخ لا تمندنا‬
‫بقدر كاف من المعلومات عن دور مصر في الأحنداث التني صنحبت الندعوة للعباسنيين ‪،‬‬
‫فإننا من جانبنا لا نميل إلى المبالغة في تقدير ذلنك الندور‪ .‬ذلنك أن الندعوة لبنني العبناس‬
‫اتخذت مراكزها الأساسية في الشرق ‪ ،‬وخاصنة فني إقلنيم خراسنان بالنذات‪ .‬ومنن هنناك‬
‫اندلعت الثورة التي عصفت بالدولة الأموية فني المشنرق سننة ‪ 132‬هنـ ‪749 /‬م‪ .‬ولمنا‬
‫حلت الهزيمة بمروان بنن محمند – آخنر الخلفناء الأمنويين – فني موقعنة النزاب الأصنغر‬
‫بالعراق ‪ ،‬فر مروان إلى الموصل ثنم إلنى حنران وفلسنطين حينث توالنت علينه الهنزائم ‪،‬‬
‫فلم يجد أمامه سوي مصر‪ .‬وكان أن دخل مروان بن محمد الفسنطاط ‪ ،‬ولكنن العباسنيين‬
‫لاحقوه إلى مصر‪ .‬ويبدو أن مروان بن محمد وضع خطة تستهدف عدم تمكين العباسين‬
‫من عبور النيل منن ناحينة ومنن الاسنتفادة منن المندن الكبنرى منن ناحينة أخنرى ‪ ،‬فنأمر‬
‫بإحراق كافة السفن في النيل ‪ ،‬كما أمر بإحراق كافة المدن الكبرى الواقعة علنى الضنفة‬
‫الشنرقية وعلنى رأسنها الفسنطاط‪ .‬وهننا ارتكنب منروان بنن محمند خطهناً كبينراً لأننه لنم‬
‫يحاول اكتساب أهل مصر – وخاصة منن الأقبناط النذين منازالوا عندئنذ يكوننون نسنبة لا‬
‫بنأس بهنا منن السنكان – بنل علنى العكنس لقند اسنتثارهم وقنب علنى بطنركهم الأنبنا‬
‫ميخائيل وزج به مع عدد كبير من القساوسة في السجن ‪ ،‬الأمر النذي جعنل المسنيحيين‬
‫يرحبون بالعباسيين ويرشدونهم إلى مسالك البلاد‪ .‬وهكذا وجد القائد العباسي صالح بن‬
‫على حليفاً في المصريين ‪ ،‬فطارد مروان بن محمد حتى لحق بنه فني قرينة بوصنير منن‬
‫أعمنال الفينوم ‪ ،‬وهنناك هجنم جنند العباسنيين علنى عسنكره ‪ ،‬وضنربوا الطبنول وكبنروا‬
‫مننادين يالثنارات إبنراهيم يعننون إبنراهيم الإمنام النذي سنمه الأموينون فني حنران‪.‬‬
‫وانتهى الأمر بقتل مروان في ذي الحجنة سننة ‪ 132‬هنـ ‪749 /‬م‪ ،‬وبنذلك شنهدت أرض‬
‫مصر مصرع آخر الخلفاء الأمويين في المشرق‪ .‬وكان أن أظهر العباسنيون مروننة فني‬
‫معاملنة أقبناط مصنر ‪ ،‬فنأفرجوا عنن البطنرك السنجين ‪ ،‬وتعهندوا لنه بحماينة ممتلكنات‬

        ‫الكنيسة ومصالحها الحيوية في البلاد ‪ ،‬وخففوا الخراج عن الأقباط بوجه عام‪.‬‬

‫وإذا كانت مصر قد أصبحت ولاية عباسية منذ أوائل سننة ‪ 133‬هنـ ‪750 /‬م ‪ ،‬فإننه‬
‫ليس معنى ذلنك أن الأحنوال هندأت فني مصنر فني العصنر العباسني‪ .‬ذلنك أن أبنناء البينت‬
‫الأمنوي لنم يرضنوا بنزوال ملكهنم‪ .‬فاسنتمر منن قندر لنه البقناء والحيناة مننهم يثينرون‬
‫المتاعب في مختلف الأمصار ضد الحكنم العباسني الجديند‪ .‬منن ذلنك أن أحند أبنناء البينت‬
‫الأموي – واسمه دحية ابن مصعب بن الأصبذ – خرج في مصر على الخلافة العباسنية‬
‫فني عهند الخليفنة المهندي (‪169 – 158‬هنـ ‪785-775 /‬م )‪ ،‬واتخنذ الصنعيد مركنزاً‬
‫لنشاطه حتى صار معظم الوجه القبلي في قبضنته ‪ ،‬الأمنر النذي أفنزع الخلافنة العباسنية‬
‫وهدد بخروج مصر كلها من قبضتها‪ .‬لذلك اهتم العباسيون بأمر هنذا الخطنر ‪ ،‬وأرسنلوا‬

                                              ‫‪25‬‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30