Page 64 - merit 49
P. 64
العـدد 49 62
يناير ٢٠٢3
شمس المولى
أفكر
سأجلس فوق الضفاف أفكر في قريتي
وأغسل ثوبي وشعري وأشرب
قريتي فكرة النيل عطشى
ملء انتظاري
أقيم بيو ًتا وأشعل في طينها نار على رأسها الشمس تنهش سطح
البيوت كلعن ْة
صوتي ببعض الدعاء
وتحرق حلم العيال وأقدامه ْم
ولا شيء يأنس لي يهتدي بي كفوف الصغار رقيقة
سوى النهر يهذي كما لو تذكر فكيف لها أن تحرك للريح سا ًقا
وكيف لها أن تهز الغيوم تجاه
شيئًا
فأسندت ظهري على ركبتيه البيوت البعيدة
حكى لي هوان الخلود حكيت له
أفكر في وجه أمي ويؤلمني أن أراه
قصتي فرغم الهموم تسرطن في جسمها
قال لي عبِّئيني بجوفك ثم ارحلي
لا تخاف
نحو أرض جديدة تنام كما لو ملاك يبشرها كل لي ٍل
لنا قصة غير هذي
أقول وتلك البيوت البعيدة بشمس جديدة
وكل القرى من حواليك هل وفي الصبح تعجن هذا البياض
تستطيع الرحيل؟
بكى النيل حتى رأيت الدموع الثقيل بروح خفيفة
تفيض على جانبيه
وتشرب من دمعه كل قرية أفكر فيك وقد هان في ناظريك
وتشرب من دمعه لا ترى خطوه المكان
ووحدي أراه يسافر نحو النهاية
وأنت تل ِّوح لي تعبر النيل دون
رجوع