Page 65 - merit 49
P. 65

‫‪63‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                                   ‫نورا عثمان‬

                   ‫الفراش ُة تحل ُم أنها إنسان‬

     ‫ُث َّم يأخ ُذ َمن ًحى عجيبًا‪ ،‬وقد َقبَّل ْتني على شفتي!‬                            ‫الفراش ُة تدخ ُل في ال ُحل ِم‪،‬‬
                     ‫هل أنا نبت ٌة في عيو ِن الفراش ِة‬                                 ‫تغر ُق في طو ِر نو ٍم عمي ٍق‪،‬‬
                                 ‫أو شفتي زهر ٌة؟‬                                        ‫ولكنَّها لم تزل في الهوا ْء‬
                      ‫أم هو ال ُحلم يخل ُق منِّي نبا ًتا‬                                ‫الفراش ُة تحل ُم‪ ،‬هذا أكي ٌد؛‬
                              ‫و ِمن شفتي زهر ًة؟!‬                          ‫أراها وقد َعلَّق ْت نف َسها في ثبا ٍت غري ٍب‪،‬‬
                                                                    ‫ونام ْت‪ ،‬كأ ْن َث َّم خي ٌط شفي ٌف ُيهد ِه ُدها في ِمها ِد‬
                ‫أو لع َّل الفراش َة َمن أصبح ْت َب َش ًرا؛‬
                         ‫لس ُت في ُحل ِمها كي أق ِّر َر‪،‬‬                                                ‫السما ْء‬
                                                                               ‫ُحل ُمها‪ ،‬هل يكو ُن بحق ٍل ِمن ال َّزه ِر؟‬
                   ‫لكنّها َقبَّل ْتني‪ ،‬كأ ْن نو ُعنا واح ٌد‪:‬‬
                     ‫وكأ َّن كلينا يرفر ُف في ُحل ِمها‬                                   ‫هل َث َّم ذاكر ٌة للفراش ِة؟‬
                                                                                         ‫هل َث َّم ِعط ٌر أثي ٌر لديها؟‬
      ‫أو كأ َّن كلينا ‪-‬ب ِه‪ -‬كائ ٌن ِمن د ٍم وعظا ٍم ولح ٍم‬                ‫وهل حين أُم ِس ُكها في حنا ٍن ستصحو‪،‬‬
                                                                               ‫وتضر ُب أجنح ًة ر َّقش ْتها الطبيع ُة‪،‬‬
                                 ‫وأُد ِر ُك صحوي‪،‬‬                         ‫بالأزر ِق الح ِّر‪ ،‬يغم ُر حق ًل ِمن ال ِهن ِدبا ْء؟‬
                          ‫وأعل ُم أ َّن الفراش َة تحل ُم‪،‬‬
   ‫أ َّن الفراش َة َمن وجد ْت نف َسها ‪-‬ذا َت ُحل ٍم‪ -‬تعي ُش‬                                                 ‫‪...‬‬
                                                                                                 ‫الفراش ُة تحل ْم‪،‬‬
                                       ‫كشخ ٍص‪،‬‬                                  ‫بينما لا دلي َل بأ َّن الفراش َة تحل ُم‪،‬‬
‫وأ َّن الفراش َة َمن سو َف تفت ُح شرنق َة ال ُحل ِم‪ ،‬إذ تتي َّق ُظ‬  ‫كا َن لد َّي يقي ٌن‪ ،‬بأ َّن الفراش َة تشه ُد شيئًا خفيًّا‪،‬‬
                                                                               ‫وأ َّن الفراش َة تبص ُر ُمغلق ًة عي َنها‪..‬‬
                                            ‫ِمن ُه‪،‬‬                                ‫ها هو ال ُحل ُم ُيخبِ ُر عن نف ِس ِه‪:‬‬
                                ‫على الأزر ِق الح ِّر‪،‬‬                    ‫إذ أراها وقد هبط ْت نحو جسمي ُمن َّو َم ًة‪،‬‬
                               ‫والشف ِق القرمز ِّي‪،‬‬
                 ‫يض َّما ِن حق ًل بدي ًعا ِمن ال ِهن ِدبا ْء‪..‬‬
                             ‫والفراش ُة ‪-‬بالح ِّب‪-‬‬

                                           ‫تحل ْم‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70