Page 69 - merit 49
P. 69
67 إبداع ومبدعون
شعر
هاني عويد
غرف ٌة تستعد لقيام الحرب
العالمية الثالثة
موزعو الهدايا في المواسم يرمون بعضهم البعض بال ُّته ِم موتى يتجولون في البلاد..
والأعياد، والهموم.. يصطفون أمام الطوابين بالكروت
يضخون القلق كميا ٍه مسبقة يلومون الأولا َد.. الذكية
الدفع، على تأخير الواجبات المدرسية، يملأون العالم بالصخب،
وأول الشهر يطالبون بنقاط الخبز
ويشحنون الهواء بغبائهم والزوجات على الغداء،
الوراثي! والرؤساء.. الباقية.
في الليل ُينزلون الأسئل َة مشنوق ًة
آثمون حتى النخاع على غرف ٍة واحد ٍة تستع ُد لقيام
كالجمر النائم الحرب العالمية الثالثة من السقف،
دو َن هوادة. أو مصلوب ًة على أعمدة الإنارة في
في الموانئ والمحطات، فاتحو الأدراج،
وتحت التراب.. والجيوب، الشوارع
في القصور، وخزائن الآخرة يتبادلون الغناء كرعاة
وقاعات المحاكم.. يبي ُع الميِّت للميِّت شهادته ُيع ُّدون الشا َي
يجوبون الخرائط مثل إوز عراقي ثم يساومه على صلاحيته في يزيدون نسب السكر عنا ًدا
ف َّر ولم يعد. الاستمرار! في رغبات الطبيب،
في انتظار النفخة الأولى.. لا يبرحون المقاهي، يتشاجرون بالفراغ،
يترقبون مرور الأحبة بسلام! ينشبون عرا ًكا حول الديون التي ويف ُّرون من الشرطة في
يطمئن نيا ُمهم الوافدي َن الجدد
ط َّوقت الأميرة الحواري،
بحكمة الرمل وت َّوهت الشاطر حسن في يدهسون قدمي فجأة..
وآخر الدعوات التي تركها يزاحموني ُطرقة الباص،
الصحراء.
المشيعون صدق ًة يتركون الفرصة كاملة
يقول الميِّ ُت للميِّ ِت وقد أكل لحمه: الموتى راكبو الكراسي.. للصوص كي ُيؤ ِّمنوا
“اذكروا محاسن موتاكم”! ظهيرهم،