Page 59 - merit 49
P. 59

‫‪57‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

    ‫ورقة محددة المعالم أو فوق شاشة الكومبيوتر؟‬
     ‫هذه ليست جريمة أيها السادة‪ ..‬عف ًوا‪ :‬السيدات‬
  ‫والسادة‪ ،‬فمن الأفضل أن تعتمد على ذاتها وتبتكر‬
    ‫وسيلة الهرب من محبسها‪ ،‬تكتشف مرونتها في‬
  ‫القفز وقدرتها على المراوغة والانزلاق بعي ًدا‪ ،‬تدرك‬

      ‫إمكانياتها في الطيران مث ًل أو تجرب الا ِّتصال‬
‫بأصدقائها وتتركني أصرخ عند عودتي من خيانتها‬

     ‫حين أجد الورق ممز ًقا أو سطح الشاشة خاليًا‬
‫يخرج لسانه لي‪ ،‬نفترض انقطاع التيار الكهربائي أو‬

  ‫نسيان سيجارة مشتعلة وموتها في حادث حريق‪..‬‬
‫في الحقيقة تحدثت مع صديق حول هذه الاحتمالات‪،‬‬

    ‫وقد حدثت جميعها من قبل فانفجرنا ضاحكين‬
    ‫من قصيدة ترتدي بنطا ًل ضي ًقا يجمع مؤخرتها‬
 ‫بصعوبة‪ ،‬وبدأ رهاننا‪ ،‬ولم أجد صاحبي‪ ،‬كان طيبًا‬
  ‫وكنت أعلمه الشر من جديد ليعود مثلما بدأ ماك ًرا‬
    ‫ويدفعني لأقطف ثمرة من حديقة جاري وأضع‬

                       ‫حج ًرا في رأس من يقابلني‪.‬‬
                                             ‫‪...‬‬

     ‫ينام تار ًكا ذاكرته في الثلاجة ورأسه في موقع‬
    ‫إلكتروني‪ ،‬استيقظ ذات ليلة على طرقات شجرة‬
 ‫فوق بابه‪ ،‬كانت ترتجف حاملة صغيرها‪ ،‬ستقولون‬
 ‫إنني أقصد امرأة وهذا متوقع منكم خاصة وطفلها‬
    ‫يشبهني‪ ،‬المريب أنني كنت ذلك الرجل والشجرة‬
    ‫انفلتت وصغيرها يتحدث بغضب عن باب مغلق‬
  ‫ويهرع خلفها وحبله السري في فم قط ظنه سمكة‬
      ‫وكان القمر تائ ًها والغيوم الصغيرة تبحث عن‬
 ‫مدفأة والحائط يناولني خطابات غائبين كان يظنني‬
     ‫جدي الذي بناه بيديه في زمن الحرب وأخطأته‬
  ‫الغارة‪ ،‬فهل يجب إعادة الحكاية كما حدثت وإلقاء‬
   ‫المشاعر في فرن من الطين‪ ،‬وطهي الحنين في إناء‬
 ‫هائل والتغافل عن رائحة ثياب لم تغيرها مساحيق‬

                                        ‫الغسيل؟‬
‫هناك أخطاء جسيمة في تدفئة الثلوج وعمليات صهر‬

   ‫الأدخنة وبيع الطاقات المهدرة في سوق العاديات‪،‬‬
       ‫علينا الاعتراف بما لم نقترف بعد من جرائم‬

   ‫ومواصلة الخيانات إلى نهاياتها والتأهب لاغتيال‬
     ‫قادم نتشارك في موته ونحتسي دمه ضاحكين‬

       ‫وننتظر ضحية جديدة ذبحناها قبل سنوات‪.‬‬
   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64