Page 68 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 68
كذلك جدد الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلى الجامع الأفخر المعروف بالفكهانى ،بشارا
المعز لدين ق بالعقادين ،سنة 7793هـ 7186 /م فهدمه وأعاد بناءه ()1
ومن عمائر الخدمة الاجامععية والمدنية التى استمرت بمدينة القاهرة الفاطمية فى العصر
العثمانى الأسبلة ( ،)2فلقد ع ِرفت الاسبلة فى القاهرة الفاطمية منذ العصر المملوكى وأقدم مايمثلها فى
شارا المعز لدين ق هو سبيل الناصر محمد بن قلاوون ( 106هـ7806 /م) بالقرب من مجموعة
قلاوون ،إلا أن "السبيل" أو "سبيل الكتاب" أصبح فى العصر العثمانى هو طراز المبانى الأكثر شيوعا
فى القاهرة والذى وجد بأعداد كبيرة ،إذ استمر تشييد الأسبلة حتى اوائل القرن الثامن عشر على الطراز
المملوكى ،إلا أنه ابتداء من هذا القرن بدأ اتجاه جديد فى زخرفة وتزيين الواجهات الحجرية لأسبلة
القاهرة لعب دورا مهما فى تطور عمارة السبيل ()3
ومن أهم الأسبلة العثمانية بقلب مدينة القاهرة الفاطمية سبيل خسرو باشا ويقع بشارا المعز لدين
ق بمنطقة النحاسين مقابلا لمجموعة قلاوون ويلاصق الناحية الجنوبية لبروز ضريح السلطان الصالح
نجم الدين أيوب ،أنشاه خسرو باشا أحد ولاة مصر فى العصر العثمانى سنة (990هـ 7585-م) ،وهو
سبيل ناصية ذو شباكين للتسبيل ويعلوه كتاب()4
أما سبيل عبدالرحمن كتخدا فيعتبر من أروا النماذج المعبرة عن الطراز الجديد فى زخرفة
واجهات الأسبلة عندما ش ِّيد فى عام 7751هـ 7199 /م ،فهو يعتبر واحدا من أجمل أسبلة القاهرة
الفاطمية عند مفرق طرق الشارا الأعظم بالقاهرة (شارا المعز لدين ق وشارا التمبكشية الآن) ،هذا
الوضع سمح له باظهار ثلاث واجهات حجرية منحوته بالاسلوب العثمانى ومرصعة بالاسلوب
المملوكى ،واشتملت أحد واجهات هذا السبيل لأول مرة على محراب مرسوم فى وسط بلاطات القيشانى
( )1الجبرتى ،عجائب الآثار،جـ ،1ص286؛ على ٌمبارك ،الخطط التوفيقية ،جـ ،5ص157-156؛ ٌحسن ٌعبدالوهاب،
تاريخ المساجد ،ص ،74شحاتهٌعيسى ،القاهرة ،ص 243؛ محمدٌعبدالستارٌعثمان ،العمارة الفاطمية ،الكتاب الأول،
ص .311
أحمد كتخدا الخربوطلى أحمد امراء مصر فى العصر العثمانى ،وقد توفى يوم الخميس 12رجب سنة 1141هـ /
1736م ،ودفن فى قبة سودون القصروى بالباطنية .حسنٌعبدالوهاب ،تاريخ المساجد ،ص 75
( (2سبيل :سبل الشئ أى جعله مباحا فى سبيل الله .والسبيل أصبح مصطلحا للوحدة المعمارية التى تعمل على توفير مياه
الشرب للناس .والسبيل كمنشاة معمارية بالشكل الذى اتبع حتى القرن التاسع عشر ظهر على الارجح فى العصر المملوكى،
ومهما اختلفت طرز السبيل واشكاله فان تكوينه المعمارى كان واحدا وهو تكوين يخدم وظيفته .راجع :محمدٌأمينٌوليلىٌ
إبراهيم ،المصطلحات المعمارية ،ص .62
( (3أيمنٌفؤادٌسيد ،القاهرة خططها ،ص ص 354-352
( (4أبوٌالحمدٌفرغلى ،الدليل الموجز لأهم الآثار الاسلامية ،ص 218
- 68 -