Page 22 - بيئة مصرية
P. 22

‫ج‪ -‬عيد وفاء النيل‬

‫عيد "وفاء النيل" يقصد به "وفاء النيل للمصريين القدماء لما يحمله معه من الخيرات‪ ،‬لذلك فقد ق ّدسوا‬
‫النيل وأقاموا له احتفالاً كبيراً خلال الشهر الذي يحل فيه فيضان النيل حاملاً معه الطمي والمياه"‪ ،‬مشيراً‬
‫إلى أنهم "كانوا يلقون عروس من الخشب للنيل في موكب عظيم‪ ،‬يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة‪،‬‬

                                                    ‫دليلاً منهم على العرفان بالجميل لهذا النيل العظيم‪".‬‬

‫يعد من أهم الأساطير المرتبطة بعيد "وفاء النيل"‪ ،‬هي أن "المصريين القدماء كانوا يقدمون لإله النيل‪،‬‬
‫المعروف باسم الإله (حابي)‪ ،‬في عيده فتاة جميلة‪ ،‬كانت تتزين ثم تلقى في النيل قرباناً له‪ ،‬وتتزوج الفتاة‬
‫بالإله في العالم الآخر‪ ،‬إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة‪ ،‬فحزن الملك‬
‫حزناً شديداً على ابنته‪ ،‬ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروس من الخشب تشبهها‪ ،‬وخلال الحفل ألقتها‬
‫في النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر‪ ،‬وبعد ذلك أعادت البنت إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد‬

                                                                           ‫والمرض على فراق ابنته‪".‬‬

‫وفقاً للأسطورة‪ ،‬فقد جرت العادة على إلقاء عروس خشبية إلى إله الفيضان كل عام في عيد وفاء النيل‪،‬‬
‫ولا يوجد نص صريح في التاريخ يروي أن المصري القديم كان يقدم قربانا بشرياً‪ ،‬أي عروس النيل احتفالاً‬

                                                            ‫‪22‬‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27