Page 20 - بيئة مصرية
P. 20

‫ب‪ -‬عيد شم النسيم‬
‫يثار كل عام فى وسائط الإعلام المختلفة أن عيد شم النسيم هو عيد مصرى قديم‪ ،‬وأن طقوسه وما يتم فيه‬
‫من احتفالات إنما هى ما كان يجرى فى الماضى‪ ،‬أى فى العصر الفرعونى‪ ،‬إلا أن المصرى القديم احتفل‬
‫بالفعل بأعياد الربيع وأعياد الحصاد ولم يحتفل مطلقاً بما يعرف اليوم بشم النسيم‪ ،‬وهذا مثبت من قوائم الأعياد‬
‫التى ذكرت على جدران العديد من المعابد المصرية منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر البطلمى‪ ،‬كما جاء‬
‫فى قوائم أعياد معبدى إدفو ودندرة التى زادت على مائتى عيد لم يذكر فيها شم النسيم مطلقاً‪ ،‬وإنما هو عيد نشأ‬
‫مع الزمن وربما تبلورت مظاهره مع العصر الفاطمى‪ ،‬إلا أنه ارتبط بعيد الربيع الذى احتفل به المصرى القديم‬
‫وعرف بعيد «الاحتفال بالحصاد»‪ ،‬لارتباطه بموسم الحصاد‪ ،‬وعرف كذلك بـ«الاحتفال بعيد هيكلة السماء» أو‬
‫خروج العظماء من بيت رع «للارتباط بالاعتدال الربيعى»‪ ،‬ولكننا لم نعرف تفاصيل الاحتفال به‪ ،‬إلا أنه‬

                                       ‫كانت تقدم فيه القرابين للربة رننوت ربة الحصاد‪ ،‬ورع رب الشمس‪.‬‬
‫أما عن المأكولات المصرية التى ترتبط بشم النسيم‪ ،‬كالسمك المملح (الفسيخ والملوحة) والبصل فهى‬
‫أكلات مصرية عرفها المصرى طوال أيامه ولم ترتبط بعيد معين‪ .‬وكان هذا فى الشهر الثالث من فصل‬
‫الحصاد‪ ،‬والمعروف اليوم بشهر أمشير‪ ،‬ثم تستكمل الأعياد فى الشهر الرابع من نفس الفصل‪ ،‬وهو المعروف‬

                                                                                    ‫اليوم بشهر برمهات‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن البيض بمصر القديمة كان يرمز لبداية الخلق‪ ،‬والسمك المملح كان رمزا للحياة والنماء‬

                                                    ‫والخير‪ ،‬وتجدد الحياة والبصل لطرد الأرواح الشريرة‪.‬‬

                                                                ‫‪20‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25