Page 16 - بيئة مصرية
P. 16
الدراس
ظهر فى أحد المشاهد على المقابر منظرا لجمع الغلال يبدأ بنقل المحصول فكان العمال يسوقون قطيعا من
الحمير المحملة فى طريقها إلى الجرن ،وإذا ما اقتربوا من مكان الحصاد نشاهد حمارا وقد جمح ،فيسرع
العامل من شده من ساقه قائلا له “اجر قدر استطاعتك” وكان للجرن مكاناً فسيحاً مستديراً عبدت أرضه حيث
تنشر فيه سيقان القمح ،وكان العمال يسيقون الحمير لتدوس السنابل ليخلص الحب من سنابله ،ويعتبر الحمار
غالبا هو الحيوان المستخدم لهذا الغرض في عصر الدولة القديمة.
كما استخدم البقر أو الثور أحياناً ونشاهد ذلك في صور من أحدى قبور طيبة ،وابتداء من الأسرة السادسة كان
العمل قاصرا على استخدام الأبقار أو الثيران فحسب بسبب ثقل أجسامها ،إلى جانب ذلك استخدمت قطعان
الغنم فى تلك المهمة.
الثيران تدوس على الغلال لفصلها من سنبلها
وإذا ما انتهت عملية الدراس جمع التبن فى كومة عالية بمذارة من الخشب ذات أسنان ثلاث -تشبه الشكوة التى
تستخدم فى الطعام حاليا وحجمها مثل حجم الفأس– ويصعد عاملان على الكومة ليزيدا من حبكتها(46).
التذرية
ثم تبدأ عملية تذرية الحبوب من التبن وما علق بها من قاذورات ،وقد عهد إلى النساء القيام لتلك المهمة فعلى
الرغم من سهولتها إلا أنها تحتاج إلى صبر ومثابرة ،فنشاهدهن يقمن بها وقد عقدت على رءوسهن عصائب
من كتان تقيهم حرارة الشمس وتحميهما من الغبار ،ويستخدمن لذلك مذاري من الخشب قليلة التقوس تشبه
راحة اليد “الكف” يملن بها على المدروس ثم يعتدلن رافعات أذرعهن إلى أعلي فبتساقط القمح مع التبن الذي
تذروه الرياح فى حين تحمل الرياح التبن والمواد الأخرى بعيدة عن الحب.
الغربلة والكيل و تسجيل المحصول
تقوم النساء بعد ذلك بتكويم القمح وغربلته بغرابيل مربعة حتى يتم تنقيته من التبن ،ثم يكال القمح ويسجل”كاتب
حسابات الغلال” الذى يقبع على قمة الكومة مقدر المحصول فى لفائف من ورق البردي.
التخزين وصوامع الغلال
كان العمال يعبئون القمح فى غرائز ويحملونه إلى صوامع الغلال ،وكانت مصر تعتبر مخزنا لتموين الشرق
القديم تلجأ إليه الأقطار المجاورة لإمدادها بما تحتاج إليه من القمح.
16