Page 11 - بيئة مصرية
P. 11
تصف البرديات حال الفلاح وما وصل إليه من بؤس وفقر ،ناتج من فرض الضرائب ،وأن الملكية الزراعية
فى مصر القديمة لم تكن للفلاح ،بل كانت للملوك يهبون من يشاءون ويمنعون آخرون ،وطبعا كان الذين ينالهم
العطاء هم صفوة القوم ،من الأمراء والأثرياء والكهنة وغيرهم من علية القوم.
أما الفلاح البسيط فكان يزرع فى الأرض مقابل حق انتفاع يقوم بتسديده منتجات زراعية عند نهاية الدورات
الزراعية ،وغالبا ما كانت تلك الضرائب من الغلال ،التى يقوم بجمعها الموظفين وحكام القرى والأقاليم فى
مختلف أرجاء مصر بعد انتهاء موسم الحصاد.
التقويم الزراعي
كان المصريون يعتمدون على ظهور نجم (سبدت) لحساب تقويمهم شأنهم فى ذلك شأن الأمم التى عاصرتهم
وهو نفس النجم (سيريوس) المعروف عند العرب باسم (نجم الشعري اليمانية) .كان المصري القديم يقسم
السنة الزراعية إلى ثلاث أقسام متساوية ،تقابل ثلاث مراحل مختلفة في زراعة الأرض ،فالفصل الأول الشتاء
ويبدأ من أوسط أكتوبر إلى أول فبراير ،وكانت تبذر فيه الحبوب فى الأرض بعد انسلاخ ماء الفيضان ،وكان
يسمى برت أي الخروج أي ظهور الأرض من تحت ماء الفيضان .والفصل الثاني يبدأ من أول شهر فبراير
حتى إلى يونيه وهو فصل الحصاد وكان يسمى شمو أي أنسلاب المياه من على الأرض .والفصل الثالث فصل
الفيضان وكان يسمى أخت من منتصف يونيو إلى منتصف أكتوبر ،وكان كل شهر أربع شهور ،وكل شهر
ثلاثون يوماً ،وتتم السنة بإضافة خمسة أيام النسئ ،ولم يكن المصريون يسمون الشهور بأسماء خاصة بل كانوا
يطلقون عليها عدا مضافا إلى فصلها فيقولون مثلا الشهر الأول من فصل الحصاد ،والشهر الثالث من فضل
الفيضان وهكذا ،ولم تسمى بأسمائها المعروفة لنا إلا في القرن السادس ،وهى أسماء معبودات مصرية.
أسماء أشهر السنة الزراعية
لا تزال الأشهر المصرية القديمة تستعمل إلى الآن فى صعيد وأرياف مصر ،أرتبط كلا منها بطقس معين أو
ظاهرة معينة ،وفيما يلى عرض بسيط ومختصر لشهور الزراعة المصرية.
هاتور
ويبدأ من 10نوفمبر إلى 9ديسمبر ،ومعناه “حتحور” إلهة الخصب والجمال ،ويقول المثل العامي“ :هاتور أبو
الدهب المنتور” كناية عن زراعة القمح الذي يشبه حبوبه الذهب.
11