Page 205 - merit 38 feb 2022
P. 205
203 الملف الثقـافي
عن طريق الأدب والفن علاقة الفلسفة بالأدب آيريس مردوخ بين الفلسفة والأدب
لا عن طريق الفلسفة أو
العلم ،فقبل العلماء اخترع وثيقة ج ًّدا ولا يحتاج د.ماهر عبد المحسن
دافنشي (الرسام) الطائرة، المراقب إلى كثير عناء للتثبت
من هذه الحقيقة التي تصل
واخترع جول فيرن
(الروائي) الغواصة ،ول ِّقب في موثوقيتها إلى درجة
البداهة .فتاريخ الفلسفة
الأخير بمخترع القرن
العشرين لكثرة تنبؤاته وتاريخ الأدب كلاهما
العلمية التي تحققت فيما يؤكدان وجود تلك الصلة
بعد .وميلتون (الشاعر) بينهما ،إضافة إلى الممارسة
هو الذي كتب «الفردوس الفعلية من قبل الفلاسفة
المفقود» ودانتي (الشاعر)
هو الذي كتب «الكوميديا والأدباء التي يتداخل
الإلهية» وألدوس هكسلي فيها ،في كثير من الأحيان،
(الروائي) هو الذي كتب
الفلسفي بالأدبي.
«عالم رائع جديد». فقد صاغ أفلاطون فلسفته
وهناك فلاسفة كتبوا أد ًبا في شكل أدبي (المحاورات)
مثل سارتر وسيمون دي بالرغم من أنه ،وللمفارقة،
بوفوار ،وأدباء ضمنوا من أوائل الفلاسفة الذين
أعمالهم أفكا ًرا فلسفية عملوا على الفصل بين
مثل ألبير كامو وميلان الفلسفة والأدب ،ليس
كونديرا وباولو كويلو .كما هذا فحسب ،لكنه طرد
أن هناك فلاسفة عبّروا عن
فلسفاتهم بأسلوب أدبي الشعراء من مدينته الفاضلة
مثل كيركجارد ونيتشه باعتبارهم في مرتبة أقل
وزكي نجيب محمود .وفي
الثقافة العربية كتب توفيق من الفلاسفة ،ولا يملكون
الحكيم المسرح الذهني القدرة نفسها على بلوغ
ومسرح اللامعقول وشغل الحقيقة .فالشعر عند
بقضايا العدل والحرية
والزمن كما في «إيزيس» أفلاطون يقف على مسافتين
و»نهر الجنون» و»أهل من العالم الحقيقي (عالم
الكهف» ،كما كتب نجيب
محفوظ روايات عديدة المثل) ويمثل خطابه صورة
ذات طابع فلسفي واضح الصورة (الواقع) أو نسخة
مثل « الطريق» و»الشحاذ»
و»قلب الليل» ،وربما كانت ثانية لنسخة أولي.
هذه الأعمال ناتجه عن والحقيقة أن فكرة عالم المثل
دراسته الأكاديمية للفلسفة
نفسها تقوم على الخيال لا
المنطق ،والأدب ،بهذا المعني
هو الأكثر قدرة على بلوغها
من الفلسفة ،وأي يوتوبيا
يبحث عنها الإنسان تنتمي
إلى الخيال وتجد تحققها في
الأدب ،حتي الخيال العلمي
يتم التعبير عنه ،في الغالب،
