Page 283 - merit 38 feb 2022
P. 283

‫‪281‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تاريخ‬

    ‫واستخدموا العطور في تنظيف‬               ‫وفاة زوسر‬                       ‫‪ 200‬متر‪ .‬وقد وجد داخل هذه‬
  ‫الجثمان وإكسابه رائحة مقبولة‪،‬‬                                            ‫المقبرة حوالي ‪ 24‬تابو ًتا‪ ،‬ما زال‬
                                         ‫توفي الملك (زوسر) بعد رحلة‬
     ‫ولكن عمليات التحنيط نفسها‬           ‫طويلة مع المرض‪ ،‬تار ًكا مصر‬           ‫عشرون منها في أماكنها إلى‬
  ‫ظلت وما زالت س ًّرا من الأسرار‬                                           ‫الآن‪ ،‬كل تابوت ُصنع من قطعة‬
 ‫لا يعلمه إلا كبار الكهنة المحنطين‪،‬‬       ‫أكثر تطو ًرا‪ ،‬وأعظم تحض ًرا‪،‬‬      ‫واحدة من الجرانيت الأسود أو‬
   ‫وقاموا بلف الجسم بالعديد من‬         ‫وجعلها زاخرة بالأمن والسلام‪،‬‬        ‫الأحمر أو البازلت أو من الحجر‬
   ‫طبقات القماش‪ ،‬وبتغطية الوجه‬                                             ‫الجيري الصلب‪ .‬متوسط أطوال‬
‫بقناعه‪ ،‬وفي احتفال جنائزي مهيب‬               ‫وشيد المدن الأكثر اتسا ًعا‬      ‫هذه التوابيت يبلغ أربعة أمتار‬
                                          ‫بمنازلها المنتظمة المشيدة من‬     ‫طو ًل‪ ،‬وعرضها متران ونصف‪،‬‬
    ‫نقل جسد الفرعون المتوفى إلى‬       ‫اللبن والأخشاب‪ ،‬ومخازن الغلال‬         ‫وارتفاعها أقل من أربعة أمتار‪،‬‬
  ‫الهرم المدرج‪ ،‬ووضعه الكهنة في‬       ‫العظيمة‪ ،‬وحظائر الماشية الممتدة‪،‬‬
‫حجرة الدفن التي شيدت من حجر‬               ‫والمزارع الأكثر اخضرا ًرا بما‬        ‫كما أن متوسط وزن الواحد‬
                                         ‫حوت من صنوف المزروعات‪،‬‬           ‫منها حوالي ‪ 65‬طنًّا‪ ،‬ويزن أثقلها‬
    ‫الجرانيت الوردي بعمق يصل‬            ‫وازدادت مدينة الجدار الأبيض‬
   ‫لأكثر من ‪ 30‬مت ًرا تحت سطح‬            ‫(منف) في عهده عجبًا وإبها ًرا‬                 ‫حوالي سبعين طنًّا‪.‬‬
‫الأرض‪ ،‬ليوضع في التابوت الملكي‬             ‫بروعة جمالها وجمال صور‬         ‫أقيم (للسرابيوم) معبد بالجبانة‪،‬‬
 ‫الخاص به‪ ،‬وسط تراتيل وترانيم‬              ‫الحياة فيها‪ ،‬ولهذا فقد أحبه‬
    ‫الكهنة‪ ،‬ودموع الشعب‪ ،‬وعدد‬         ‫المصريون حبًّا ج ًّما‪ ،‬وحزنوا عليه‬      ‫وتم عمل طريق اصطفت على‬
  ‫كبير‪ ،‬يتجاوز الخمسين أل ًفا‪ ،‬من‬                                         ‫جانبيه الكباش يوصل إلى المقبرة‪.‬‬
  ‫الأواني‪ ،‬جيدة الصنع‪ ،‬المصنوعة‬                          ‫حز ًنا كثي ًرا‪.‬‬
   ‫من المرمر والكريستال‪ ،‬وغيرها‬        ‫وقام كهنة معبد (منف) بتحنيط‬          ‫وعلى ذلك فإن (السرابيوم) هو‬
‫من الأحجار‪ ،‬وأغلقوا عليه الأبواب‪،‬‬                                             ‫آخر مرحلة من مراحل عبادة‬
    ‫وسدوا جميع الطرق والممرات‬            ‫جسده بالتخلص من السوائل‬
    ‫الداخلية الموصلة لتلك الحجرة‬     ‫والأعضاء الرخوة في جسده‪ ،‬ماعدا‬       ‫هذا العجل الذي كان العثور عليه‬
                                                                          ‫بصفاته المعروفة يعد معجزة من‬
                                        ‫القلب‪ ،‬ليحفظوا له تماسكه بعد‬        ‫المعجزات‪ .‬ولهذا كانوا يحتفلون‬
                                        ‫إجراء بعض العمليات الخاصة‪،‬‬          ‫عند العثور عليه احتفا ًل عظي ًما‪.‬‬

                                                                 ‫المصادر والمراجع‪:‬‬

                                    ‫‪ -1‬أسامة حسن‪ :‬مصر الفرعونية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الأمل للنشر والتوزيع‪.)1998 ،‬‬
  ‫‪ -2‬جورج بوزنر (وآخرون)‪ :‬معجم الحضارات المصرية القديمة‪ ،‬ترجمة أمين سلامة‪ ،‬مراجعة سيد توفيق‪( ،‬القاهرة‪:‬‬

                                                                           ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.)1996 ،‬‬
                       ‫‪ -3‬سليم حسن‪ :‬مصر القديمة‪ ،‬الجزء الثاني‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.)1992 ،‬‬

                                                 ‫‪ -4‬سمير أديب‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬القاهرة‪.)1997 :‬‬
     ‫‪ -5‬عبد الرحمن الرافعي‪ :‬تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة من فجر التاريخ إلى الفتح العربي‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار‬

                                                                                              ‫المعارف‪.)1989 ،‬‬
                 ‫‪ -6‬عبد المنعم عبد الحليم سيد‪ :‬حضارة مصر الفرعونية‪( ،‬الإسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.)1999 ،‬‬
     ‫‪ -7‬محمد بيومي مهران‪ :‬مصر‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬منذ قيام الملكية حتى قيام الدولة الحديثة‪( ،‬الإسكندرية‪ :‬دار المعرفة‬

                                                                                             ‫الجامعية‪.)1996 ،‬‬
       ‫‪ -8‬ول ديورانت‪ :‬قصة الحضارة‪ ،‬المجلد الأول‪ :‬نشأة الحضارة والشرق الأدنى‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬

                                                                                               ‫للكتاب‪.)2001 ،‬‬
‫‪9- Bob Brier: The History of Ancient Egypt, Part 1, (North Carolina: The Teaching Company,‬‬
‫‪1999).‬‬
‫‪10- Margaret R. Bunson: Encyclopedia of Ancient Egypt, Revised Edition, (U.S.A.: Facts on File,‬‬
‫‪2002).‬‬
   278   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288