Page 49 - merit 38 feb 2022
P. 49

‫‪47‬‬         ‫إبداع ومبدعون‬

           ‫رؤى نقدية‬

                                                                       ‫المبدأ‪ ،‬فض ًل عن فاعليته في ما كتبه‬

                                                                       ‫لاح ًقا‪.‬‬

                                                                       ‫للاشتغال على الموروث الشعبي‬

                                                                       ‫أكثر من عتبة‪ ،‬ولعل أبرز تلك‬

                                                                       ‫العتبات (البسروكية) في مدينة‬

                                                                       ‫الكوت حين صدر أمر تعيينه‬

                                                                          ‫معل ًما في مدرسة البادية مع‬
                                                                       ‫زميله فخري جبار البكري حيث‬

                                                                       ‫انهمك المعموري «بشوق جارف‬

                                                                       ‫بمعرفة تراثهم وعقائدهم‪..‬‬

                                                                       ‫ومأثوراتهم الشعبية وطقوسهم‪،‬‬

                                                                       ‫صار يتتبع ويلتقط كل ما يحوم‬

                                                                       ‫حوله من الموروثات الشفاهية‬

                                                                       ‫كالأمثال الشعبية والأبوذيات‬

                                                                       ‫والدارميات وأغاني الأطفال‬

‫حنا بطاطو‬  ‫علي الوردي‬                                       ‫فاضل ثامر‬  ‫وألعابهم في الريف‪ ،‬يتقصى‬
                                                                       ‫كل ما يتعلق بها من قصص‬

 ‫و(الوشم عند الريفيات في الحلة) و(العادات والتقاليد‬              ‫وحكايات وأساطير»‪( .‬ص‪ )90‬تلك البيئة الغنية‬
  ‫في الحلة) و(الذئب في الفلكلور العراقي)»‪( .‬ص‪-93‬‬             ‫بالموروث الشعبي‪ ،‬بما فيها من محفزات لما في صدر‬
                                                            ‫المعموري من مخزون بكر جدير بأن يترجم إلى إبداع‪،‬‬
                                           ‫‪)94‬‬               ‫فض ًل عن شخصية (كمبر) الفريدة «بذكائها الفطري‬
    ‫والمعموري ذلك الشغوف بالاغتراف مما في بطون‬
   ‫الكتب لترسيخ قناعته الفكرية وترصينها يطرح لنا‬               ‫وبصيرتها النيرة‪ ..‬والقريحة المتدفقة‪ ..‬تختزن ك ًّما‬
‫رأ ًيا في الكتاب‪« :‬أدر ُك أن المكتبة تعيش في دورة حياة‪..‬‬      ‫هائ ًل من الموروثات الشعبية‪ ،‬ومقدرة بارعة في فهم‬
  ‫تنمو وتكبر وتشيخ‪ .‬وتو ًقا إلى إنعاش المكتبة ‪-‬يقول‬          ‫معاني الأبوذية واستيعاب دلالات أحداثها»‪( .‬ص‪)91‬‬
‫الناجي‪ -‬قام ناجح سنة ‪ 2009‬بتجديد وترصين أعز‬
  ‫الأشياء إلى نفسه‪ ..‬وإهداء نصف مقتنياته من الكتب‬                   ‫إن حرص المعموري على حفظ تلك الموروثات‬
‫إلى مكتبة كلية الآداب في جامعة بابل»‪( .‬ص‪)96 -95‬‬             ‫وتوظيفها إبدا ًعا إلى جانب توثيقها يتجسد في ما يقوله‬
    ‫يتناول الناجي في الفصل الثالث‪ ،‬الاشتغال الأدبي‬
                                                               ‫المعموري «ابتدأت مبك ًرا بقراءة الموروثات الشعبية‬
      ‫لدى المعموري‪ ،‬ذلك الكريم في عطائه‪ ،‬الكريم في‬          ‫وتدوينها ونشرت عد ًدا من دراساتي في مجلة التراث‬
  ‫إبداعه الذي غ َّطى أكثر من ميدان‪ ،‬فيذكر أن «في أحد‬
                                                                 ‫الشعبي‪ ..‬عن توثيقات المتداول الشفاهي الخاص‬
    ‫أعداد جريدة كل شيء الأسبوعية الصادرة أواخر‬                  ‫بالمورثات الشعبية‪ ،‬لكنها بذرة الانشغال والتفكير‬
                                                               ‫عن ينابيعها‪ ،‬وعن القوة الثقافية التي أهلتها للبقاء‬
           ‫‪ 1964‬ثلاث قصائد شعبية لكل من الشعراء الشباب‬        ‫والتواصل‪ ،‬وتطور هذا الاهتمام إلى البحث والقراءة‬

           ‫ضياء طالب حيدر وناجح المعموري وموفق محمد»‪.‬‬       ‫في الأسطورة التي استفدت منها في كتابة نصوص‬
                                                ‫(ص‪)98‬‬
                                                                       ‫قصصية نشرتها خلال عشرين عا ًما»‪( .‬ص‪)93‬‬
           ‫إن نشأة وتكوين المعموري وبيئته التي يرى فيها ما‬             ‫تمت الإشارة ساب ًقا إلى مخطوطة المعموري (نهر‬

           ‫تثيره للكتابة من خلال تقصي الواقع الاجتماعي وما‬             ‫الطفولة)‪ ،‬وفي ميدان الموروث الشعبي له أكثر من‬

           ‫يفرضه ذلك الواقع من سطوة التحريض على الكتابة‬                ‫مخطوطة «الأمثال الشعبية‪ ،‬الحيوان في الفولكلور‬

                                                            ‫العراقي‪ ،‬والألعاب الشعبية في الحلة‪ ..‬وله (الألغاز‬

           ‫جعلته يتبنى الأدب الواقعي «كان مهت ًّما بالدرجة‬             ‫الشعبية في ريف لواء الحلة) و(النذور في الحلة)‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54