Page 50 - merit 38 feb 2022
P. 50

‫العـدد ‪38‬‬   ‫‪48‬‬

                                                         ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

    ‫صدور جريدة طريق الشعب انتقل ‪-‬الظاهر‪ -‬إلى‬                   ‫الأولى بالأبعاد الاجتماعية للشخصيات وصلتها‬
‫بغداد وشغل سكرتارية التحرير فيها‪ ،‬فاستلم الشهيد‬            ‫بالواقع بكونها مستلة منه ومعبرة عنه‪ ..‬نحو إدراك‬
 ‫قاسم محمد حمزة مسؤولية منطقة الفرات الأوسط‪.‬‬
                                                               ‫نوع من التكامل الانعكاسي بين الواقع والنص‬
  ‫أما المكتب الصحفي للجنة المحلية في بابل فقد تسنم‬         ‫فسعى بمقدرة إبداعية إلى توظيف خصيصة التكامل‬
     ‫مسؤولية قيادته عدد من الأدباء خلال السنوات‬            ‫هذا وصو ًل إلى محو الفواصل بين الخيال والواقع»‪.‬‬

  ‫الست من عمل صحافة الحزب بصورة علنية منهم‬                                                      ‫(ص‪)99‬‬
‫الناقد قاسم أمين خليل والشاعر شريف الزميلي كذلك‬              ‫وللمعموري مجموعة مشتركة (الشمس في الجهة‬
                                                         ‫اليسرى) ولا يخفى ما يشير إليه عنوان المجموعة التي‬
         ‫الأديب والناقد ناجح المعموري»‪( .‬ص‪)109‬‬              ‫أصدرها بالاشتراك مع الأدباء جهاد مجيد ومحمد‬
     ‫ومن أبرز أنشطته الصحفية عمود يوم الأحد في‬
                                                                               ‫أحمد العلي وفاضل الربيعي‪.‬‬
       ‫الصفحة الأخيرة تحت عنوان (أجراس هادئة)‬             ‫وللوضع السياسي المتردي أثره على العراقيين فض ًل‬
‫«ويجدر بنا القول إن الأجراس التي كان ناجح يقرعها‬          ‫عن المبدعين ممن امتلكوا مواهب تم تكريسها لترجمة‬
                                                          ‫ما ﺁمنوا به إلى أفكار «عاش أديبنا المعموري فيما بعد‬
    ‫صاخبة مجلجلة‪ ..‬ويعود إلى مواصلة كتابة عمود‬           ‫الانقلاب ببضعة أعوام منقط ًعا عن تنظيمه في صفوف‬
  ‫في جريدة الجنائن الحلية بعنوان (أجراس الجنائن)‬
   ‫وإن كان بصورة غير منتظمة إلا أنه بذلك يستعيد‬             ‫الحزب الشيوعي‪ ،‬والحقيقة التي يجب ألا تغيب عن‬
                                                           ‫البال أنه كان انقطا ًعا لا قطيعة‪ ..‬لأن ميوله تأسست‬
               ‫(أجراس) طريق الشعب»‪( .‬ص‪)112‬‬                ‫على أساس فكري وثيق ومبنية على مرتكزات راسخة‬
   ‫والمعموري شجاع في قراراته‪ ،‬لم يتردد في تجسيد‬
 ‫ما يقرأه من ﺁراء وما يطلع عليه من مواقف في الأدب‬             ‫ومتينة‪ ،‬فكان قريبًا من الشيوعيين وأنشطتهم»‪.‬‬
   ‫والفن والحياة‪ ،‬واق ًعا حيًّا ما دام يفجر ما في داخله‬                                  ‫(ص‪)106 -105‬‬
    ‫من هواجس تغيير الوقع‪ ،‬لاسيما «ما يراه القاص‬
 ‫والناقد الأيرلندي فرانك أوكونور حينما قام بمقارنة‬            ‫ولأن الثقافة سلوك‪ ،‬لم يبخل المعموري بتوظيف‬
                                                         ‫إمكاناته وطاقاته الإبداعية في ميدان العمل الجماهيري‬
     ‫مستفيضة بين فنون الأدب‪ ،‬فنجده ينظر إلى فن‬
  ‫القصة على أنها تمثل صوت الفرد‪ ،‬في حين يرى أن‬             ‫بـ»الانفتاح على فعاليات الثقافة الجماهيرية‪ ،‬ويفيدنا‬
                                                                ‫ناجح موض ًحا بأنه ُكلف بتلك المهمة مع الفنان‬
             ‫فن الرواية‪ ،‬صوت المجتمع»‪( .‬ص‪)114‬‬
  ‫وفي ضوء المقارنة بين صوت الفرد وصوت المجتمع‬                ‫أحمد عبد السادة‪ ..‬بالتعاون مع بقية المبدعين من‬
 ‫ينحاز المعموري بوعيه وتفرده الإنساني إلى المجتمع‪،‬‬          ‫الشيوعيين ومنهم الشاعر سعدي علوش والشاعر‬
 ‫وبعد ان نامت قصة (النهر) في أدراج مجلة (الأقلام)‬        ‫عبد الرزاق مبارك والشاعر موفق محمد والفنان مجيد‬
                                                         ‫حميد والفنانة ماجدولين حنا والشاعر شريف الزميلي‬
        ‫سحبها منها «ولكنها تنامت في مخيلته‪ ..‬ابتدأ‬            ‫والشاعر ناهض الخياط والناقد قاسم عبد الأمير‬
     ‫بالاستفهام‪ ،‬لم لا تولد على شكل رواية؟ َو ِس َعت‬       ‫عجام والقاص والفنان حامد الهيتي‪ ..‬وغيرهم ممن‬
     ‫التأملات‪ ،‬واستجابت المخيلة‪ ،‬وتكاملت الأفكار‪..‬‬        ‫أسهموا في تحريك الأجواء الثقافية ليس على مستوى‬
    ‫فاض النهر لما امتزج صوت ناجح بصوت الناس‪،‬‬
 ‫كبر فضاء السرد وأفصحت الأيام عن صدور روايته‬                    ‫المحافظة فحسب‪ ،‬بل حتى في بقية مدن الفرات‬
‫الأولى (النهر) سنة ‪ 1978‬عن وزارة الثقافة العراقية»‪.‬‬                                   ‫الأوسط»‪( .‬ص‪)108‬‬
     ‫(ص‪ )116‬وضمن منشورات الوزارة صدرت له‬
  ‫روايتان أخريان (شرق السدة شرق البصرة) سنة‬                   ‫واستكما ًل لمسيرة العمل الجماهيري فقد تنوعت‬
                                                              ‫أساليب عمل المعموري في استثمار قلمه النابض‬
                ‫‪ 1984‬و(مدينة البحر) سنة ‪.1989‬‬                 ‫لترجمة ما يتدفق في صدره من رغبة صادقة في‬
     ‫يبقى المفكر الباحث ناجح المعموري مشغو ًل بما‬          ‫معالجة ذلك الواقع المتردي حيث «تصدى ناجح إلى‬
‫يتدفق في مخيلته من رؤى ومثابات يتطلع من خلالها‬                ‫مهام العمل الصحفي على نطاق تنظيمات الحزب‬
    ‫إلى منتج له خصائص من شأنها أن تجذر تكوينه‬                 ‫الشيوعي‪ .‬تولى رضا الظاهر في البداية مسؤولية‬
  ‫المثيولوجي‪ ،‬يسعى إليه بما لديه من موروث شعبي‬               ‫المكتب الصحفي في منطقة الفرات الأوسط‪ ..‬وبعد‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55