Page 6 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 6

‫العـدد ‪33‬‬                                   ‫‪4‬‬

                                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫اجتهادات مصطفى سويف غير معروفة‬                ‫افتتاحية‬
         ‫لدى الأجيال الجديدة من النقاد‬
                                              ‫سمير درويش‬
  ‫والباحثين والأدباء والشعراء‪ ،‬بل لدى‬
  ‫كثيرين من الأكاديميين‪ ،‬ويرجع ذلك‬            ‫رئيس التحرير‬
   ‫لسببين‪ :‬أن ثمة انقطا ًعا بين أجيال‬
   ‫النقاد الذين يكتبون باللغة العربية‬         ‫علم نفس الإبداع‪..‬‬

       ‫غَّيب إنجاز كثيرين‪ ،‬خصو ًصا ممن‬        ‫من مصطفى سويف‬
  ‫اشتغلوا في منتصف القرن العشرين‪،‬‬             ‫إلى شاكر عبد الحميد‬

          ‫والثاني أن اتصال كثيرين من‬
 ‫الدارسين الجدد بما ُينتج في النظرية‬
 ‫الأدبية الغربية وأساتذتها‪ ،‬جعلهم لا‬

              ‫يلتفتون كثيًرا لأساتذتهم‪.‬‬

 ‫بل ذهبوا إلى القول إن الشكل هو مضمون‪.‬‬          ‫يظل النص الأدبي‪ :‬القصيدة أو القصة‬
   ‫في سبيل اشتغالهم على النص الأدبي ‪-‬أو‬
    ‫الفني‪ -‬بغية سبر أغواره بتفكيكه وإعادة‬      ‫والرواية والمسرحية‪ ..‬إلخ‪- ،‬والمنتج الفني‬
   ‫بنائه‪ ،‬ج َّرب النقاد أن يتعاملوا معه بطرق‬   ‫كذلك‪ :‬الفيلم والمسرحية والأغنية واللوحة‬
    ‫شتى‪ ،‬ومن مداخل متعددة‪ ،‬كما اجتهدوا‬
                                                    ‫التشكيلية والمقطوعة الموسيقية‪ -‬هو‬
 ‫طوي ًل كي ينقلوا عملهم من مجرد انطباعات‬        ‫المادة التي يشتغل عليها النقد‪ ،‬ليجيب عن‬
 ‫أولية سريعة حول النص‪ :‬شكله ومضمونه‪،‬‬             ‫سؤالين كبيرين‪ ،‬الأول‪ :‬ما الرسالة التي‬
                                                ‫يريد النص توصيلها للمستقبِل؟ والثاني‪:‬‬
        ‫إلى الاستفادة من النظريات العلمية‪،‬‬    ‫كيف تم توصيلها؟ والسؤال الثاني هذا هو‬
   ‫سواء في العلوم الاجتماعية مثل السياسة‬       ‫سؤال الأدوات التي يستخدمها الشاعر أو‬
   ‫والاقتصاد والاجتماع‪ ..‬لدراسة انحيازات‬
  ‫الكاتب ووقوفه مع ‪-‬أو ضد‪ -‬الأغلبية من‬           ‫السارد في سبيل أن يكون المعمار الفني‬
                                                 ‫لنصه مكتم ًل ومده ًشا‪ .‬فـ(ماذا وكيف)‬
     ‫الكادحين والمظلومين (وقد ساعد نجاح‬         ‫لازمان م ًعا لجودة أي عمل أدبي أو فني‪،‬‬
   ‫الثورة البلشفية في روسيا عام ‪ 1917‬على‬       ‫فلا يكفي أن يكون المضمون إيجابيًّا فقط‪،‬‬
‫سيادة هذا الجانب حتى منتصف خمسينيات‬             ‫وإلا فالوعظ المباشر يكون أفضل‪ ،‬كما لا‬
    ‫القرن العشرين تقريبًا)‪ ،‬أو من علم اللغة‬   ‫يكفي أن يكون البناء فخ ًما فقط‪ ،‬لأننا وقتها‬
    ‫واللسانيات بدراسة شبكة العلاقات التي‬        ‫سنواجه شك ًل (أتخن) من مضمونه‪ ،‬كما‬
  ‫تصنعها اللغة داخل النص ليكشف ويع ِّمق‬       ‫وصفه الشاعر الراحل حلمي سالم‪ ،‬لذلك لم‬
‫بعضه بع ًضا‪ ،‬أو من العلوم الإنسانية عمو ًما‪،‬‬   ‫يف ِّرق نقاد الحداثة بين الشكل والمضمون‪،‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11