Page 194 - merit 51
P. 194

‫العـدد ‪51‬‬                    ‫‪192‬‬

                                           ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬              ‫«ماتهارى»‪ ،‬صورة (‪ .)3‬ولكن‬
                                                                    ‫نسبة قليلة ج ًّدا من المُنظمات‬
                                  ‫شكل (‪)2‬‬                            ‫الداعمة للواء الاستفادة من‬
                                                                       ‫الرياضة لأغراض التنمية‬
   ‫الرياضية المسؤولة‪ ،‬كما هو‬                    ‫من الطرفين‪.‬‬
  ‫الحال في أكبر ُمنظمات العالم‬      ‫ومن ثم؛ يجب على المُنظمات‬     ‫والسلام هي التي اعتبرت تغير‬
 ‫الرياضية‪ ،‬ومن بينها‪ :‬الاتحاد‬                                      ‫المُناخ قضيتها الإنمائية الأولى‪.‬‬
 ‫الأوروبي لرابطات كرة القدم‬              ‫الرياضية‪،‬و ُمديريها‪،‬‬
                                     ‫واللاعبين‪ ،‬والمُشجعين أن‬       ‫ويتعين على قطاع الاستفادة‬
     ‫(الفيفا)‪ ،‬واللجنة الأولمبية‬  ‫يفعلوا كل ما‪ ‬بوسعهم لمُكافحة‬      ‫من الرياضة لأغراض التنمية‬
‫الدولية‪ ،‬والرابطة القومية لكرة‬    ‫هذه السلبيات‪ ،‬وتسخير القوة‬        ‫والسلام‪ ،‬لكي يكون ُمساه ًما‬
 ‫السلة في أمريكا الشمالية؛ مع‬         ‫الإيجابية‪ ،‬التي تتسم بها‬
 ‫الدعوة إلى معايير أخلاقية‪ ،‬أو‬                                         ‫ُمه ًّما‪ ،‬و ُيعتد به في التنمية‬
 ‫إصلاحات؛ تجعل الرياضة في‬                  ‫الرياضة؛ لتلاشيها‪.‬‬       ‫المُستدامة‪ ،‬أن ُيقيم له صلات‬
‫خدمة التنمية والسلام الدوليين‬     ‫كما أن الفساد‪ ،‬وسوء الإدارة‬
                                                                         ‫أقوى بالقضايا البيئية‪،‬‬
            ‫على نحو أفضل‪.‬‬           ‫المالية يؤثران على الرياضة؛‬           ‫ومكافحة تغير المُناخ‪.‬‬
‫ُتبرز بحوث العلوم الاجتماعية‪،‬‬         ‫كما هو الحال في مجالات‬           ‫وكثي ًرا ما يتم رصد أمثلة‬
                                                                         ‫للتع ُّصب‪،‬وال ُعنصرية‪،‬‬
    ‫إضاف ًة إلى التحديات المبينة‬   ‫أخرى‪ .‬وينبغي عدم التسا ُمح‬           ‫والكراهية‪ ،‬وال ُعنف أثناء‬
 ‫أعلاه‪ ،‬عد ًدا من أوجه القصور‬      ‫‪-‬إطلا ًقا‪ -‬إزاء المُمارسة غير‬   ‫ُمناسبات رياضية‪ .‬فمث ًل؛ راق‬
                                   ‫السوية في مجالات الأنشطة‬           ‫للبعض وصف لقاء المغرب‬
   ‫في التنظيم والتنفيذ الحاليين‬    ‫الرياضية‪ ،‬بما يشمل تعاطي‬            ‫وفرنسا في نصف نهائي‬
   ‫لتسخير الرياضة في خدمة‬                                             ‫المونديال ‪ 2022‬بالمواجهة‬
 ‫التنمية الدولية‪ .‬وبعضها غني‬             ‫المُخدرات‪ ،‬بل وإشراك‬     ‫الرمزية بين الجنوب والشمال‪،‬‬
  ‫عن البيان إلى حد كبير‪ .‬فعلى‬     ‫الرياضيين المؤثرين في برامج‬        ‫أو أنها مواجهة بين نموذج‬
    ‫سبيل المثال‪ ،‬إذا كان المُراد‬                                      ‫حضاري يسعى للصعود‪،‬‬
   ‫استخدام الرياضة ك ُخطاف‬          ‫الحد من ذلك‪ ،‬صورة (‪.)4‬‬              ‫وإثبات الذات‪ ،‬واستعادة‬
 ‫يجلب الشباب لبرامج التنمية؛‬       ‫والدور ُهنا‪ ،‬هو الوصول إلى‬       ‫الثقة‪ ،‬والقدرة على الانتصار‪،‬‬
    ‫كي يتسنى لاح ًقا تعليمهم‬       ‫ُمكافحة التجاوزات وتشجيع‬         ‫ونموذج آخر ُمهيمن ُمستغل‬
    ‫مهارات الحياة‪ ،‬أو رسائل‬                                            ‫(حيث معظم لاعبيه ذوي‬
 ‫السلام‪ ،‬ما الذي يحدث عندما‬            ‫تبني الحوكمة الرشيدة‪،‬‬          ‫أصول أفريقية) يرفض أن‬
  ‫لا ُيحب الشباب الرياضة‪ ،‬أو‬       ‫والنزاهة‪ ،‬والشفافية‪ .‬ويجب‬        ‫يعترف بالنماذج التي تختلف‬
                                  ‫أي ًضا السعي إلى جعل أهداف‬         ‫عنه‪ ،‬بل يسعى إلى تدميرها؛‬
                                                                    ‫وأنها ُمباراة للثأر التاريخي‪،‬‬
                                     ‫التنمية المُستدامة في ُصلب‬         ‫واسترداد أمجاد مقاومة‬
                                   ‫جميع المُنظمات‪ ،‬والمؤسسات‬      ‫سابقة؛ حيث إن للبلدين تاري ًخا‬
                                                                  ‫طوي ًل ُمعت ًما في أغلب صفحاته‪،‬‬
                                                                     ‫خاص ًة بالفترة الاستعمارية‬
                                                                  ‫السوداء في تاريخ العلاقات بين‬
                                                                    ‫باريس والرباط‪ ،‬والتي بدأت‬
                                                                     ‫عام ‪ ،1912‬وما تبع ذلك من‬
                                                                    ‫حملات كاريكاتيرية ساخرة‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199