Page 200 - merit 51
P. 200

‫العـدد ‪51‬‬                ‫‪198‬‬

                                           ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬              ‫حيث إنه كذب وتضليل‪.‬‬
                                                                      ‫لقد انتفضت وسائل‬
‫جاري لينيكر‬                    ‫حفيظ دراجي‬
                                                                  ‫التواصل الاجتماعى عن‬
  ‫لقد واجه مراسلو القنوات‬      ‫القنوات التليفزيونية‪ ،‬وأدانوا‬  ‫بكرة أبيها في مظاهرة سلمية‬
   ‫الإسرائيلية رفض العرب‬        ‫ظهور العلم الفلسطينى على‬
                                                                ‫دون قطرة دماء واحدة فى‬
       ‫لهم‪ ،‬فنجد فيديوهات‬          ‫الشاشات حيث تم إحياء‬        ‫وجه الإعلام الغربى المضلل‬
 ‫تجادل فيه الفتيات المراسل‬           ‫القضية من جديد أمام‬       ‫الذى يتبع سياسة التشوية‬
   ‫الإسرائيلى بأنها فلسطين‬          ‫العالم بدون الحاجة إلى‬     ‫والتضليل والكذب في سبيل‬
‫وليست إسرائيل‪ ،‬ثم يضطر‬
  ‫مراسل آخر لإخفاء هويته‬         ‫عقد مؤتمرات أو ندوات أو‬         ‫فرض أوامره بالقوة‪ .‬فقد‬
                                                ‫مظاهرات‪.‬‬         ‫حاول قبل بداية المونديال‬
      ‫في سبيل القيام بعمله‪،‬‬
       ‫ولكن يكشفه العرب‪.‬‬       ‫وهذه النقطة تأخذنا إلى نقطة‬         ‫فرض شارة قوس قزح‬
   ‫وهناك آخر يحكى متأث ًرا‬       ‫أهم ألا وهى رفض الشعب‬              ‫الخاصة بالمثليين‪ ،‬ولو‬
   ‫أن سائق التاكسى رفض‬            ‫العربى التطبيع مع الكيان‬          ‫على حساب ثقافة البلد‬
      ‫توصيلهم‪ ،‬وانزلهم في‬         ‫الصهيونى على الرغم من‬          ‫المستصيف الرافضة لهذا‬
   ‫منتصف الطريق‪ ،‬ورفض‬              ‫تطبيع قادة بعض الدول‬        ‫الأمر‪ ،‬حتى بلغ الأمر إعلان‬
  ‫الأجرة‪ .‬كما امتد الأمر إلى‬      ‫مع إسرائيل‪ ،‬إلا أن فطرة‬      ‫بعض لاعبي كرة القدم عن‬
   ‫بعض المشجعين الإنجليز‬          ‫الإنسان العربى وشعوره‬         ‫ارتداء شارة قوس قزح في‬
  ‫الذين هتفوا لفلسطين أمام‬         ‫بالمسئولية تجاه القضية‬         ‫تح ٍّد واضح ومبالغ فيه‪،‬‬
  ‫كاميرا المراسل الإسرائيلي‪،‬‬                                     ‫وذلك في سبيل الدفاع عن‬
 ‫وكأن أبواب الجحيم ُفتحت‬       ‫الفلسطينية ظهرت فى مواقف‬         ‫قضية يرونها هامة‪ .‬ولكن‬
    ‫أمام الإعلام الصهيوني‪،‬‬       ‫حرجة تعرض لها مراسلو‬            ‫ما حدث على أرض الواقع‬
 ‫حيث تعتبر أول مرة يواجه‬          ‫القنوات الإسرائيلية‪ .‬هذه‬        ‫غير قواعد اللعبة ‪-‬وهنا‬
   ‫الكيان الصهيوني المواطن‬           ‫المواقف لم تعرض على‬          ‫لا أقصد لعبة كرة القدم‬
‫العربي وج ًها لوجه بعي ًدا عن‬       ‫القنوات التليفزيونية بل‬      ‫بل اللعبة السياسية‪ -‬فقد‬
‫الحكام والسياسية‪ .‬ومن ثم‬          ‫تناقلتها وسائل التواصل‬          ‫رفرف العلم الفلسطينى‬
                                  ‫الاجتماعى‪ ،‬فى إشارة إلى‬        ‫في كل مكان‪ ،‬وكان أنسب‬
                                    ‫أفول الإعلام التقليدى‪.‬‬        ‫رد على شارة قوس قزح‬
                                                                ‫هو أننا ‪-‬كعرب‪ -‬أصحاب‬
                                                                ‫قضية إنسانية أهم وأعمق‪.‬‬
                                                              ‫لقد ثار الإعلام الغربى الذى‬
                                                                  ‫وجد نفسه أمام عقبة لم‬
                                                                ‫تكن في حسبانه‪ ،‬فقد كانت‬
                                                                  ‫مناسبة هامة وضرورية‬
                                                              ‫نتمنى حدوثها منذ زمن بعيد‬
                                                                ‫لإظهار القضية الفلسطينية‬
                                                                     ‫على الساحة وتعريف‬
                                                                ‫البعض بالحقيقة بعي ًدا عن‬
                                                               ‫أبواق التضليل والكذب‪ .‬لقد‬
                                                                ‫بكى البعض أمام كاميرات‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205