Page 68 - merit 51
P. 68
العـدد 51 66
مارس ٢٠٢3
ياسمين رحومة
لم يقرع الباب!
تتكحل أمام مرآتها.. إنها المرة الثانية والعشرون التي أكتب بها شيئًا
لقد حدثتني مر ًة عن أبي وأمزقه
الذي أجهل ُه.. قبل أن تمر خمس دقائق،
قالت إنه ذهب في رحلة صيد ،كي يجلب لنا سمكة إنه نفس اليوم ،الذي مضي بالأمس..
برتقاليه عملاقة.. وسيمضي غ ًدا شبيهه
كي ألعب معها أنا وأخي، وأمضي أنا أي ًضا..
إذ ْن..
قالت إنه لن يتأخر كيف للأشياء،
وسيعود للديار قريبًا
قد مرت عشرون عا ًما أن تذهب هكذا ،دون دراية!
كيف للأحلام أن تنتهي سري ًعا،
لم يأ ِت أحد قط
لم يقرع الباب ولو لمرة واحده.. بعدما علقنا بها عم ًرا؟
كيف لقلبي الصغير أن يتسع لكل تلك الأحداث!
ربما لم يجد السمكة بعد وتنهال الأسئلة مجد ًدا ،على رأسي كالصاعقة..
ربما أضاعها وينتظر أخرى ..لا أعلم
كنت أرغب في رؤية جدتي اليوم،
لقد مضي ونسي أن يلقي سلا ًما.. ولكنني سمعتهم يقولون
ربما فقط يغفل طريق العودة
لكنه بالتأكيد سيعود يو ًما إنه مضى على رحيلها الأبدي،
ثماني سنوات..
حسنًا ،لا مشكلة ..سأقبع هنا في الانتظار رغم أني أذكر،
وسأع ُّد مائدة عشاء تليق بهذا اليوم.
كونها هنا البارحة،