Page 72 - merit 51
P. 72

‫العـدد ‪51‬‬                                                                ‫‪70‬‬

                                                                               ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

‫فراس حج محمد‬

‫(فلسطين)‬

‫تلك المرأ ُة احتما ُل القصيد ِة‬

            ‫***‬                                                  ‫الأساتذ ِة‪ ،‬الن َّقا ِد‬                     ‫تلك المرأ ُة في الح ِّب واللغ ِة‬
                                                 ‫وتملأ جبَّ َة الصوف ِّي نخ َب الفلسف ْة‬                              ‫في المن ِع والهب ِة‬
  ‫تلك المرأ ُة‪ ،‬م َّرت م َّرة مرآتها على‬         ‫وتلقي خطب َة الوح ِي للط َّل ِب كيما‬
                          ‫ِمرآ ْي‬                                                                                   ‫في الرو ِح وال ِّس َم ِة‬
                                                               ‫يهتدو َن إلى ال ُح ِّب‬                              ‫في الوصل والهج ِر‬
             ‫فصرت كما أنا الآ ْن‬                            ‫***‬                                              ‫والتعذي ِب والثق ِة‬
                   ‫تنكرني أنا ْي‬
                                                 ‫أل َّنيلايًّالوعلحىَينباسيِّه ِدةها‬  ‫تلك المرأ ُة تعرف‬      ‫تلك المرأ ُة‪ ،‬الشم ُس‬
               ‫ولدتني مثل مو ٍج‬                                                       ‫يغ ِّرد إذ ما ته َّجد‬              ‫التي‬
                       ‫مثل بح ٍر‬                                                                             ‫آخ ُذ جس َمها الفض َّي مبتدئي‬
                      ‫مثل صب ٍح‬                                                       ‫نهدها‬                            ‫حبري ومحبرتي‬

                ‫مثل زنبقة ونا ْي‬                 ‫وداعب جملتين غريبتين على‬                                    ‫أنثر الأزهار في ْه‬
            ‫***‬
                                                                                      ‫هوامش ح ِّدها‬          ‫كأ َّنه الأورا ُد في صلتي‬
   ‫تلك المرأة كاملة هنا َك‪ُ ،‬تنقصها‬               ‫تر ُّد له القصائ َد تترى‬
                    ‫الكتاب ُة ههنا‬               ‫وتحرقها بلذع ِة وجدها‬                                               ‫و َب ْوصلتي‬
                                                                                                             ‫أعبِّئ جلدها الورد َّي بي‬
             ‫هي إذ ير ِّويها الندى‬               ‫ويخن ُس الوح ُي طف ًل من براح‬                               ‫مثلما يعبِّئني الوقت بشهو ِة الجد ِل‬
   ‫ُيعطشني السحا ُب الث ُّر في غز ِر‬                            ‫المعج ِم المندا ِح‬                                         ‫الح ِّس ِّي‬
                                                 ‫غيميًّا وغيبيًّا وآنيًّا وحسيًّا في‬                         ‫خ َلدي‬       ‫في خلوي‬
                        ‫الهطو ِل‬                                ‫شه ِد جيِّدها‬                                        ‫وفي‬
               ‫كلَّما ابتعدت عل ْت‬                                                                           ‫في أ ْن ِس إيقاعي‪ ،‬في بحر أغنيتي‬
  ‫وإن دنو ُت ط َّوحني السنا بم ًدى‬                                                                           ‫أظ ُّل أرقبها‪َ ،‬و ْهي تنمو على‬
                                                 ‫***‬                                                                      ‫جسدي‬
                          ‫طوي ٍل‬
             ‫لهألياءل ُةؤالل ٌؤولل ِهجالٌبطفولي‬  ‫تلك المرأ ُة واقع ٌّي ك ُّل ما فيها سوا ٌء‬                      ‫تم ُّد جذورها في لغتي‬
 ‫بل جنَّة الأم ِل الغن ِّي بفكر ِة ال ُحلُ ِم‬                           ‫واستوا ْء‬                                   ‫تحبو ملا ًكا ناع ًسا‬

                         ‫ال َع ُقو ِل‬                               ‫جعلتني قافي ْة‬                           ‫لعساؤها يهمي على شفتي‬
‫هي ثورتي‪ ،‬س ِّري‪ ،‬وخلخلة النظا ِم‬                          ‫وردة مبتلَّ ًة في ذي ِل ها ْء‬
                                                                                                             ‫***‬
                          ‫الح ِّي‬                                     ‫مث ًل سائ ًرا‬
                 ‫طمأن ُة السؤو ِل‬                ‫عبرة للسائلين العاشقين الأصفيا ْء‬                           ‫تلك المرأة التي تسقي القصائد ماء‬
  ‫هي ك ِّل ما يأتي به الق َد ُر الإله ُّي‬                                                                                      ‫ُقبلتها صبا ًحا‬
                                                    ‫جعلتني ق َّصة مكتوبة في الري ْح‬
                        ‫اللطي ُف‬                              ‫ولحنًا ُفصو ِ َّل الأدا ْء‬                           ‫ومسا ًء تشرب كوثر الشع ِر‬
                   ‫آيا ُت الرسو ِل‬                                                                                ‫تص ِّل الإلها ُت لها‪ ،‬بين يديها‬
                                                     ‫طين ًة معجون َة باللو ِن في خيال‬                            ‫وتبني جنَّ ًة للأنبيا ِء‪ ،‬الشعرا ِء‪،‬‬
                                                                        ‫الاشتها ْء‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77